الجمعة، 29 أبريل 2011

«وذكّر» حكومتنا بمحرم

تمر علينا بعد أيام ذكرى استشهاد ريحانة رسول الله(ص) وسبطه سيد شباب أهل الجنة من بكاه سيد الخلائق يوم مولده الإمام الحسين (ع)، تتجه أنظار العالم في هذه المناسبة إلى أرض الكرب والبلاء حيث لقي الإمام الحسين وأهله وصحبهم مصرعهم على تلك الأرض، ومن هناك سبي نساء آل بيت النبوة إلى الكوفة حيث كان بن زياد ومنها إلى الشام حيث يزيد بن معاوية، ومرت عليهم المصائب والنوائب التي تَعبَرُ لها كل عين، فأي عقول الدنيا يتصور أن يحدث هذا لنسل رسول الله(ص) في بلادٍ قامت على اسمه ودينه وكل جرمهم أنهم طلبوا الإصلاح في أمته.
مظاهر الحزن والألم ومراسم تقديم العزاء لرسول الله(ص) تختلف من بلد إلى آخر وإن كانت تجمعها مشتركات معينه أبرزها الاتشاح بالسواد وإقامة مجالس ذكر هذه الفجيعة التي لولاها لما قامت للإسلام قائمة في عالم ساد رأس هرمه السياسي حب الذات والاستبداد بالملك والعيش في الملذات من بيت مال المسلمين!.
وفي الكويت تقام الشعائر الحسينية في ظل دولة قامت على شركاء الوطن الذين لم يُرد أحدٌ منهم محو الآخر أو النيل منه، فكان الشيعة والسنة جنباً إلى جنب في بناء هذا الوطن في كل ميادينه ومنها هذه الشعائر، وليس بخافٍ تبرعات الحكام في بناء الحسينيات وأبرزها الحسينية الخزعلية وتوسعاتها، ولكن بدأت المنغصات تدخل على الكويت من طالبي دنيا وتأزيم ومشعلي نار في هشيم صنعوه على مدى السنوات الثلاثين الماضية، ولو رجعنا بالذاكرة إلى خمس عشرة سنة فقط وتذكرنا حال منشورات الطائفية وكيف كانت توزع بالدس والخفاء، وإن كشف أمرها تبرأ الجميع منها وألقيت على عاتق الأطفال أنهم من طبع ووزع!، وقارنا ذاك الوضع بما حدث بشهر محرم الماضي وما يعد له في هذه الشهر من توزيع لمناشير الطائفية والتهكم بالإمام الحسين (ع) لشعرنا بمدى تغلغل الفكر الطائفي والتكفيري بل وحتى فكر النواصب بيننا.
بمقارنة سريعة على انقلاب الموازين وعدم ثبات بعض الساسة وخروج الأمور من دائرة الفكر والعقيدة وبناء الوطن إلى مزالق الطائفية وخيانة الوطن ونية الفتك به، لنقارن ما حدث في شهر رمضان الماضي مع ما يحدث فعلا في الكويت لا في لندن من إعلان يوم عاشوراء يوم استشهاد الإمام الحسين (ع) يوم فرح وسرور وما أعلن أخيراً من النية لتوزيع مطويات وملصقات طائفية حتى في المدارس لهذا الغرض لَعَلِمنا أن هناك من يريد النيل لا فقط من وحدتنا الوطنية بل حتى من الإمام الحسين(ع) وتنشئة جيل على هذه المبادئ الهدامة، فحقنا التساؤل (من للحسين؟)(ومن للوطن؟) وماذا إن لم تتخذ الحكومة موقفاً حازماً لوضع شيء من الاحترام لدموع رسول الله (ص) على الإمام الحسين؟ ننتظر الحكمة يا حكومة! 








تاريخ النشر: الجمعة, ديسمبر 03, 2010


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق