يعد كتاب الكافي أحد أقدم المجاميع الروائية عند المسلمين وأهمها على الإطلاق بل لم يكتب في الإسلام مجمع حديثي مثل هذا الكتاب، وقد كانت الأحاديث قبل بروز المجاميع محفوظة في أذهان الرواة أو في كراسات تسمى كتاب أو أصل وقد بلغت أربعمائة أصل تعرف بالأصول الأربعمائة إلى أن جمعت حفاظاً عليها من الضياع وجمعاً وترتيباً لشتاتها حتى تصل لمن يطلب منها شيئا على أحسن وأكمل وجه.
لم يختر ثقة الإسلام الشيخ الجليل محمد بن يعقوب الكليني الروايات الصحيحة فقط بل كان مجموعاً مما هو أعم من ذلك، ولم يُحَكِّم رأيه بل مازال الباب دائما مفتوحاً للتحقيق والتدقيق في الروايات، ولا أعتقد أنه من السليم أن يأتي من يصادر آراء بقية العلماء ويصدر حكمه في الروايات ويثبتها على أنها صحيحة على الإطلاق عند المسلمين، وإن أتى من يصحح ويضعف الروايات سوف يبقى هذا الحكم ملزماً له فقط وعلى فهمه.
وأما من الناحية العلمية فقد أجاد شيخنا الكليني أعظم إجادة في ترتيب وتقسيم كتابه الكافي مما ينم عن غزير العلم وسعة الإطلاع والإدراك وقدرة فذة على ترتيب الأوليات، فالكافي ينقسم إلى ثلاثة أقسام الأصول والفروع والروضة، والأصول منه التي هي مدار كلامي حيث نصح العلماء فأنصح بتعاهدها تنقسم إلى عدة كتب مبوبة فبدأ الشيخ بكتاب فضل العلم ثم كتاب التوحيد فكتاب الحجة أي حجة الله على أرضه اعم من كونه نبيا أو إماما فكتاب الإيمان والكفر الذي جمع فيه صفات أولياء الله وأولياء الشيطان ثم كتاب الدعاء فكتاب فضل القرآن فكتاب العشرة، وبعد ذلك أتى بالفروع حيث الأحكام الشرعية والروضة التي هي مجموع متنوع من المتفرقات. بلا شك ليس كل من قرأ وسيقرأ الكافي الشريف هو من العلماء المحققين بل أغلبنا من عوام الناس لذا علينا أن نرجع في كثير من الأحيان لأهل العلم لفهم الحديث ولمراجعة السند إن لزم الأمر، وهناك آيات وأحاديث يعبر عنها بإرشادية وهي التي تبين حكما عقليا تدل عليه فلا يحتاج الإنسان فيه إلا إلى التنبه ليسلم العقل بصحة هذا الحكم والأخذ به، والآيات والروايات الإرشادية قد يأخذ بها حتى من لم يؤمن بالله فضلاً عن النبي والقرآن، وبغض الطرف عن السنن وقاعدة التسامح في أدلة السنن إلا إن المسائل العقائدية والأخلاقيات العامة المذكورة في أصول الكافي لا تحتاج إلا إلى سمعها وتمعنها وفهمها ليتجه القلب للعمل بها تحت تسليم سلطان العقل لصحة معانيها، فينبغي للمسلمين تعاهد أصول الكافي لعظمته بعظمة محتواه وليصلوا إلى لطائف أنوار كلام النبي وأهل بيته المعصومين عليهم الصلاة والسلام حتى نتمكن من بلوغ أعلى مراتب الكمالات المرجوة للإنسانية.
http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=118934
لم يختر ثقة الإسلام الشيخ الجليل محمد بن يعقوب الكليني الروايات الصحيحة فقط بل كان مجموعاً مما هو أعم من ذلك، ولم يُحَكِّم رأيه بل مازال الباب دائما مفتوحاً للتحقيق والتدقيق في الروايات، ولا أعتقد أنه من السليم أن يأتي من يصادر آراء بقية العلماء ويصدر حكمه في الروايات ويثبتها على أنها صحيحة على الإطلاق عند المسلمين، وإن أتى من يصحح ويضعف الروايات سوف يبقى هذا الحكم ملزماً له فقط وعلى فهمه.
وأما من الناحية العلمية فقد أجاد شيخنا الكليني أعظم إجادة في ترتيب وتقسيم كتابه الكافي مما ينم عن غزير العلم وسعة الإطلاع والإدراك وقدرة فذة على ترتيب الأوليات، فالكافي ينقسم إلى ثلاثة أقسام الأصول والفروع والروضة، والأصول منه التي هي مدار كلامي حيث نصح العلماء فأنصح بتعاهدها تنقسم إلى عدة كتب مبوبة فبدأ الشيخ بكتاب فضل العلم ثم كتاب التوحيد فكتاب الحجة أي حجة الله على أرضه اعم من كونه نبيا أو إماما فكتاب الإيمان والكفر الذي جمع فيه صفات أولياء الله وأولياء الشيطان ثم كتاب الدعاء فكتاب فضل القرآن فكتاب العشرة، وبعد ذلك أتى بالفروع حيث الأحكام الشرعية والروضة التي هي مجموع متنوع من المتفرقات. بلا شك ليس كل من قرأ وسيقرأ الكافي الشريف هو من العلماء المحققين بل أغلبنا من عوام الناس لذا علينا أن نرجع في كثير من الأحيان لأهل العلم لفهم الحديث ولمراجعة السند إن لزم الأمر، وهناك آيات وأحاديث يعبر عنها بإرشادية وهي التي تبين حكما عقليا تدل عليه فلا يحتاج الإنسان فيه إلا إلى التنبه ليسلم العقل بصحة هذا الحكم والأخذ به، والآيات والروايات الإرشادية قد يأخذ بها حتى من لم يؤمن بالله فضلاً عن النبي والقرآن، وبغض الطرف عن السنن وقاعدة التسامح في أدلة السنن إلا إن المسائل العقائدية والأخلاقيات العامة المذكورة في أصول الكافي لا تحتاج إلا إلى سمعها وتمعنها وفهمها ليتجه القلب للعمل بها تحت تسليم سلطان العقل لصحة معانيها، فينبغي للمسلمين تعاهد أصول الكافي لعظمته بعظمة محتواه وليصلوا إلى لطائف أنوار كلام النبي وأهل بيته المعصومين عليهم الصلاة والسلام حتى نتمكن من بلوغ أعلى مراتب الكمالات المرجوة للإنسانية.
تاريخ النشر: الجمعة, أكتوبر 08, 2010 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق