الخميس، 28 أبريل 2011

علي من الله وإلى الله

علي بن أبي طالب عبد الله وبن عبده وأخو رسوله وزوج ابنته الذي لولا ذلك لما كان لها كفؤا وهي سيدة نساء العالمين.
علي ولي الله الذي قال فيه الذي {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}: (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).
علي نفس رسول الله وأبو ابنيه بنص كتاب الله: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}
علي الذي عاش بين الناس ولم يكن منهم وقد كانت له الدنيا بما فيها فقال لها: (يا دنيا، يا دنيا، إليك عني أبي تعرضت؟ أم لي تشوقت؟ لا حان حينك، هيهات، غري غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلة الزاد وطول المجاز، وبعد السفر وعظيم المورد).
وأقبل علي على الله عز وجل حتى رآه أبو الدرداء كما في الخبر بعد أن قضى ليلته في العبادة (فإذا هو كالخشبة الملقاة فحركته فلم يتحرك فقلت انا لله وانا إليه راجعون مات والله علي بن أبي طالب) فذهب إلى السيدة الزهراء (ع) فأخبرها الخبر فقالت (ع): (هي والله الغشية التي تأخذه من خشية الله تعالى) يقول تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}و أي موحد عارف كأمير المؤمنين (ع) وهذه كلماته في نهج البلاغة تشهد على معرفته بالله عز وجل ؛ فيكمل أبو الدرداء: (ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق ونظر إلي وانا أبكي فقال: هم بكاؤك يا أبا الدرداء فكيف ولو رأيتني ودعي بي إلى الحساب وأيقن أهل الجرائم بالعذاب واحتوشني ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ فوقفت بين يدي الملك الجبار قد أسلمتني الأحباء ورحمني أهل الدنيا أشد رحمة لي بين يدي من لا يخفى عليه خافية).
هذا حال مولانا علي (ع) وهو من وعده الله والزهراء والحسنين (ع) أمن ذاك اليوم فقال عنهم في سورة الإنسان: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا}.
علي الذي أفنى عمره في سبيل الله حتى أتت تلك الليلة الموعدة التي قضاها كما قضى ما مضى من عمره الشريف في ذكر الله عز وجل وطاعته صابراً محتسباً زاده فيها خبز الشعير والملح، حتى هم يخرج للمسجد فصاحت إوزات الدار تمنعه الخروج فأخبر إنها صوائح تتبعها نوائح فسار إلى بيت الله يرفع ذكر الله مؤذناً مصلياً ينتظر تحقق أمر الله الذي وعده به حبيبه رسول الله (ص) مسلماً بذلك راضياَ مرضياَ.
لم يتم علي صلاته حتى أنزل اللعين المرادي سيفه المنقوع بالسم على رأس مولانا علي حتى فارت دماؤه الزكية تصبغ لحيته الطاهرة المقدسة محققاً بذلك النبوءة النبوية ليضج جبرائيل في السماء كما في الخبر: (تهدمت والله أركان الهدى، وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى، وانفصمت والله العروة الوثقى، قتل ابن عم محمد المصطفى، قتل الوصي المجتبى، قتل علي المرتضى، قتل والله سيد الأوصياء، قتله أشقى الأشقياء)
فحريٌ بنا أن نفخر بإمامٍ كان من الله ولله ولم ينسانا أبداً فما خرج من الدنيا حتى أوصانا: (.. الله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم، الله الله في الصلاة فإنها عامود دينكم..)
وهذه ليالي القدر تبدأ لذكر مصابنا بمولانا أمير المؤمنين عليه السلام فو الله ما جمعنا غير حبه، فالله الله لا نضيع وصايا إمامنا علي الذي صفت قلوبنا بذكر فنذكر الله ونستغفر ونتعهد القرآن في هذه الليالي التي يفيض الله بها البركة ويجزل بها العطايا. 


تاريخ النشر: الجمعة, أغسطس 27, 2010

http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=113893

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق