قبل أن يشرع علماء الكلام في بحوث التوحيد من إثبات واجب الوجود لذاته (الله عز وجل) وصفات الكمال وجلال أو السلب يبدأون بمقدمة حول وجوب النظر والمعرفة، ويسوقون لها أدلة إما عقلية أو نصية، فالعقلية منها كوجوب شكر المنعم الذي تقتضيه الفطرة البشرية على اعتبار شكر المنعم على إنعامه هو من كمال الشاكر والإنسان مفطور على حب الكمال ولا يرضى بالنقص ولما وجب شكر المنعم الذي أنعم على الإنسان بوجوده ووجود عالمه وما فيه وجب على الإنسان معرفته ليستطيع شكره، ومن الأدلة العقلية على وجوب المعرفة دفع الضرر المحتمل، اي هناك أشخاص عرفوا بالخير والصلاح والصدق والأمانة ادعوا انهم أنبياء ومرسلون وان هناك خالقا لم يخلق هذه الكون عبثاً وان هناك حياة أخرى بعد هذه الدنيا وفيها جنة ونعيم لمن اتبع وأحسن وعمل صالحاً وهناك نار وعقاب لمن لم يؤمن ولم يطع الله عز وجل وبما أن العقل يحتاج دليلاً للنفي كما يحتاج دليلاً للإثبات والطبيعة البشرية مدعومة من العقل تركن لتصديق من عرف بالصدق ولم يظهر منه أي شيء ينفر من سلوكه ويدعو إلى عدم قبوله وجب بحكم العقل البحث بصدق دعواهم.
وربط الله الخشية منه بالعلم والمعرفة فقال عز وجل: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (فاطر/28) وبالقطع المقصود هو العلم بالله أي بصفاته عز وجل حيث الطريق مقطوع من غيرها، فكلما عرف الإنسان الله عز وجل أكثر اقترب منه أكثر وانقطع إليه أكثر فيتوجه بكل جوارحه وجوانحه لله عز وجل ويطلب الوصال معه حيث إن عظمة ما يعرف تبعده عن الميل إلى غيره والغرق في حب الله عز وجل وخشيته، لأنه المستحق دون غيره لحقيقة الخشية والخوف والرجاء والحب دون غيره إلا تبعاً فينقلبُ همُّ الإنسان من أي شيءٍ كان إلى الله عز وجل ورضاه، ومتى ما كان همُّ الإنسان رضا الله عز وجل وهو مفعمٌ بحبه اتجه قلبه وعقله لما يريد الله عز وجل، فلا يرى هذا الإنسان في صفحة الوجود إلى الله ومعنى ذلك إنه يرى كل ما في الكون هو مرآة تظهر فيها عظمة الله عز وجل وكماله وكل شيء في عالم الإمكان يدل على الله وصفاته (وفي كل شيء له آية تدل على انه واحد) وقولهم (الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق)، وأعظم ظهور وتجلي لصفات الله عز وجل في محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله يقول تعالى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }(آل عمران/31).
إن معرفة الله تدعو لخشيته وخوفه وطاعته والإخلاص في حبه والتحلي بصفاته والإقتداء بالنبي (ص) والمعصومين (ع) امتثالا لأمر الله وإرادته، فمتى ما انتبه الإنسان وتحرر من الغفلة التي صيرتنا لها أنفسنا الأمارة بمعية حجب الدنيا وملذاتها وملاهيها ومكائد شياطينها، يشرع الإنسان في السير في طريق رضا الله والرقي في مدارج كماله من كمال إلى كمال على نور وبصيرة، وأما من يحاول الوصول إلى الله من غير الطريق الذي أرده الله ومن غير صراطه المستقيم فإن ما يعتقده كمالا هو نقص فعن الإمام الصادق عليه السلام: (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعداً).
feras_khoursheed@hotmail.com
http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=117966
وربط الله الخشية منه بالعلم والمعرفة فقال عز وجل: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (فاطر/28) وبالقطع المقصود هو العلم بالله أي بصفاته عز وجل حيث الطريق مقطوع من غيرها، فكلما عرف الإنسان الله عز وجل أكثر اقترب منه أكثر وانقطع إليه أكثر فيتوجه بكل جوارحه وجوانحه لله عز وجل ويطلب الوصال معه حيث إن عظمة ما يعرف تبعده عن الميل إلى غيره والغرق في حب الله عز وجل وخشيته، لأنه المستحق دون غيره لحقيقة الخشية والخوف والرجاء والحب دون غيره إلا تبعاً فينقلبُ همُّ الإنسان من أي شيءٍ كان إلى الله عز وجل ورضاه، ومتى ما كان همُّ الإنسان رضا الله عز وجل وهو مفعمٌ بحبه اتجه قلبه وعقله لما يريد الله عز وجل، فلا يرى هذا الإنسان في صفحة الوجود إلى الله ومعنى ذلك إنه يرى كل ما في الكون هو مرآة تظهر فيها عظمة الله عز وجل وكماله وكل شيء في عالم الإمكان يدل على الله وصفاته (وفي كل شيء له آية تدل على انه واحد) وقولهم (الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق)، وأعظم ظهور وتجلي لصفات الله عز وجل في محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله يقول تعالى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }(آل عمران/31).
إن معرفة الله تدعو لخشيته وخوفه وطاعته والإخلاص في حبه والتحلي بصفاته والإقتداء بالنبي (ص) والمعصومين (ع) امتثالا لأمر الله وإرادته، فمتى ما انتبه الإنسان وتحرر من الغفلة التي صيرتنا لها أنفسنا الأمارة بمعية حجب الدنيا وملذاتها وملاهيها ومكائد شياطينها، يشرع الإنسان في السير في طريق رضا الله والرقي في مدارج كماله من كمال إلى كمال على نور وبصيرة، وأما من يحاول الوصول إلى الله من غير الطريق الذي أرده الله ومن غير صراطه المستقيم فإن ما يعتقده كمالا هو نقص فعن الإمام الصادق عليه السلام: (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعداً).
feras_khoursheed@hotmail.com
تاريخ النشر: الجمعة, أكتوبر 01, 2010 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق