الجمعة، 29 أبريل 2011

الصورة الحقيقية للإسلام

[ ملاحظة عنوان المقال الأصلي ((القرآن كذبة صدقها المسلمين)) تم تغيره من قبل الصحيفة ]
عندما ينظر من يريد تحليل الأوضاع للمقابل لا بد أن يتحلى بشجاعة كافية للتفكير بواقعية دون أوهام وإلا وصل بأفكاره إلى نتائج لا تعدو أن تكون أوهاما وخيالات لأنها أصلاً مبنية على الخيال والوهم وكما يقال في المنطق النتيجة تتبع أخس المقدمتين.
فلنكن واقعيين لنصل إلى نتائج صحيحة تؤهلنا لوضع حلول سليمة، والواقع إنه عندما يقول شخص «الأديان السماوية» يتبادر إلى أذهاننا أن القائل يعني الأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام، ولكن هذا الارتباط بين المقولة والمعنى ارتباط سياسي أو اجتماعي نابع من إرادة الناس للتعايش السلمي واحترام الآخر لا من عقائد الجميع، والواقع العقائدي إن اليهودي يرى دينه فقط سماوياً والبقية يراها أديانا وضعية وضعها أشخاص ليسيطروا على الناس ويضلوهم عن الدين السماوي وهي منسوبة زوراً لله تعالى، والمسيحي يعتقد بموسى (ع) إنه نبي ولكن شريعته انتهت ويجب على الناس اتباع المسيحية الدين الإلهي بنظره فهو يرى دينين سماويين ويرى الإسلام «والعياذ بالله» كذبة من صنع سيدنا محمد (ص)، ومع هذا يجامل اليهودي دينان ويجامل المسيحي دين واحد بكلمة سماوي، فعندما يتطاول المسيحي على النبي محمد (ص) وعلى الإسلام والقرآن فهو يعبر عن معتقده بالأديان السماوية وعن الأفكار والصور التي وصلته عن الإسلام. وأما نحن بما أننا آخر الأديان السماوية فنعتقد ونقر إنهما دينان سماويان ولكن شريعتاهما منسوختان بالإسلام خاتم الأديان الذي أتى به خاتم الأنبياء محمد (ص) ولكن لن يعتقد بنا يوماً مسيحي أو يهودي فنحن عندهم أتباع دين وهمي وضعه رجل كاذب وألف على الله كتاباً سماه القرآن، بالضبط كما نرى نحن البهائية فنراهم أتباع دين مكذوب على الله وضعه رجل كذاب وألف له كتاباً نسبه لله، وأتباعه يعتقدون بنبينا بطريقتهم دون أن نعتقد بهم.
فإن اعتقد أحد من اليهود أو المسيحيين بأي شريعة أتت بعده وإنها من الله لزمه اعتناقه فوراً حيث سيكون مصدقاً بنبيها وبصدق نسبتها وما تحوي لله تعالى، وهذا دورنا أن نجعلهم يعتقدون بالإسلام وأنه دين سماوي أتى به الصادق المصدق من الله الواحد الأحد ولكن بالطريقة المناسبة التي أرادها الله عز وجل لا بأهواء وأمزجة بعض الأشخاص الذي يمكرون بالإسلام حتى أنسوا أتباعهم قوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وقوله تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} ونقلوا صورة أخرى عن الإسلام صورة القتل والانتحار وذبح الكبار والصغار وترويع الآمنين وقتلهم دون تميز بين رجل وامرأة وصغيرٍ وعجوزٍ عليلٍ ومجنون، فما وصلهم وترسخ في أذهانهم عن الإسلام هو صورة «بن لادن» وأفعاله.
قلوبنا تغلي من تطاولهم على نبينا وديننا وقرآننا ولكن الذنب ليس ذنبهم فقط بل المجرم الحقيقي هو من أوصل هذه الفكرة لهم عن الإسلام وأخبرهم بأن الإسلام أتى لقتلكم وهذا الفكر «بن لادن ومن على شاكلته» يتحملون جريرة هذا التطاول.
ولكن يبقى على المسلمين دورهم الرسالي بتبليغ رسالات الله ولكن ليس لمجتمع كان يعرف محمداً بالصادق الأمين الحكيم بل لأناس عرفوا صورة سوداء عن الإسلام، فعلينا أن ننظف صورة الإسلام من أمثال «بن لادن» و«الزرقاوي» ثم نعرفهم بإسلام محمد بن عبد الله... وصلى الله على محمد وآل محمد. 



فراس خورشيد


تاريخ النشر: الجمعة, سبتمبر 17, 2010

http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=116033


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق