الجمعة، 29 أبريل 2011

النائب الهايف (بالمصري)


((كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ))
طالعنا أحد النواب بتصريح تنبثق منه ريح الطائفية ، معترضا فيه على سكوت الحكومة الكويتية على من يؤيد شعب البحرين ، و هذا خلاف الموقف الرسمي للدولة ، وطالب على خلفية ذلك استقالة رئيس الحكومة .
 فنقول للنائب و أمثاله أين أنتم ممن يقف موقف الضد من حكومة العراق و إيران و حكومة أفغانستان بل و حتى أمريكا مع إن الموقف الرسمي الكويتي موقف تأييد ؟ وحتى الرئيس المصري السابق مبارك فقد كان الموقف الرسمي يؤيده وعشرات الكتاب و الآلاف وقفوا ضده ؟! و أين أنتم ممن مجد صدام وقدسه مع إن الكويت و كل من فيها ضده و قد استقبلوا خبر إعدامهم بالفرح وصير عيدهم عيدين ؟ و أين أنتم ممن يؤيد القاعدة أو طالبان و بن لادن و إضراب هذه الزمرة الفاسدة ، مع إن الموقف الرسمي واضح بمخالفتهم ؟ أتمنى أن تشحذ سيفك إن كنت رجلاً ذا مبادئ و تقول إنك ضد طالبان و القاعدة وبن لادن و الحركات الإرهابية في العراق على الملأ ، و مؤيداً داعماً للولايات المتحدة معتبراً إياها حليفاً استراتيجياً لك متماشياً بهذا مع الموقف الرسمي للدولة ، ولكن هيهات فأنت و أمثالك مجرد طفيليات على وتر الطائفية .
ولكن دعني أذكرك إن حرية الرأي كفلها لنا الدستور الذي أقسمت عليه فهل حنثت بالقسم ؟ أم إنك أصلاً لم تقسم قسماً دستورياً وجعلته معلقاً على معتقداتك ، فهل تخبر المواطنين يا نائب إنك لست بنائب أصلاَ ؟
أيه النائب إن ما يؤلمك وصحبك ليس مخالفة الرأي الرسمي للدولة ، فأنت أول من أهانها بإهانتك للعلم الذي يظهر كم أنت مبغضاُ لها ، بل لا ترها دولة و تتمنى زوالها ، إن ما يؤلمكم هو إن الغالبية في البحرين من الشيعة ، و في ظل الظروف و المعطيات زاد وجلكم و هلعكم من قيام ديمقراطية حقيقية في البحرين توصل الشيعة لسدة اتخاذ القرار ، فجيرتم الإعلام المأجور ضد الشعب و حاولتم الرقص على الدماء النازفة من بسماته ، ولكن هيهات هيهات ليست دولتكم و لا زمانكم ولم يعد صراخكم يجدي نفعاً ، مع يقيني باستمرار صرخاتكم و علوها تحت ظل الظروف الطارئة على المنطقة فألمكم أكبر من أن تحتملوه ، لذلك نتوقع منكم الانتقال من مرحلة التخوف بالصراخ إلى التخويف بالدماء ، و أبشركم من الآن إنها أيضا لن تجدي فضمير العالم إلى الاستيقاظ من أوهامكم التي خدرت بها إسرائيل الشعوب العربية . 
إشادة :
أشيد بكل فخر بشباب البحرين لعدم دخولهم تحت مظلة الأحزاب و التيارات ، فالأحزاب شكل من أشكال إدارة الدولة ، و الشعوب هي من يؤسس الدول .
نشر (في الفيس بوك) بتاريخ 1/3/2011

استيراد... لا وطني!


كل محاولات الإنسان للرقي في المجتمعات والدول تعيده إلى الفطرة، إذ يفكر ببدائية ما له وما عليه، وكيف يعيش ويتعامل مع الآخرين... 'فطرة الله التي فطر الناس عليها'، ولا تخرج كل مواثيق الإنسانية عن هذه الأمور الفطرية البسيطة التي لا تريد من الإنسان إلا أن يكون إنساناً.
استوردت الشعوب هذه المبادئ لتعزز إنسانيتها وتدعم انتماءها لأوطانها، وتبني نفسها بحب وتلاحم في أطر أقطارها، إلا نحن في الكويت ما كنا نحتاج استيرادها 'أي هذه المبادئ' في ظل مجتمع فطري أخلاقي متحاب متلاحم كان ينبغي أن يكون فخراً لنا، فاستوردنا عوضاً عنها كل ما رماه غيرنا من رذائل أخلاقية وفكرية وإنسانية، لتقسيم مجتمعنا بعصبية جاهلية لا تمت إلى الكويت بِصلة. إن الوضع الذي وصلت إليه الكويت في ظل المستورد الدخيل بالطبع لن تحسد عليه، فقد وصلنا إلى مجتمع مفكك مشتت مخرب انتهازي وطائفي بامتياز، وكل ذلك لغياب دولة الدستور وسيادة القانون، وللأسف دخلت السلطة التشريعية ولو بجزء منها طرفا في معادلات محاصصة المجتمع الكويتي، وتسيد 'الواسطة' فوق القانون لكسب ولاء قبلي وطائفي للأفراد، مما أفقد الدولة مكانتها وهيبتها، وأفقد المجتمع حبه وتلاحمه القديمين.
والحلول الشعبية الفردية لإعادة الأمور إلى نصابها ليست بسهلة، فهي تحتاج من كل أفراد المجتمع أن يغيروا من أنفسهم دفعة واحدة، وهذا لا يكون إلا في الأزمات الشديدة غير التدريجية؛ أما أن نتغير فردا فرداً في ظل هذا التناحر والوصول التدريجي إلى أزمات مفتعلة، فهو كالحفر بإبرة في جبل صلد. إن حل أزمة الاحتقان الطائفي في الكويت يجب أن تتم من أعلى المستويات بل أعلاها، فالكويت يتهددها خطر داخلي حقيقي، وهو أسوأ من الأخطار الخارجية بما فيها الغزو الصدامي، إذ عادت بوحدة شعبها، واليوم قد فقدنا جزءاً كبيراً من هذه الوحدة.
وإلى أن تلتفت الحكومة أو المجلس أو غيرهما إلى هذا الوضع المأساوي، ويفكران فيخططان ويشرعان في اتخاذ التشريعات والتدابير اللازمة، فإن على كل شخص تحمل مسؤوليته الإنسانية والوطنية التي تبدأ بكف لسانه و'كيبورده' عن غيره، ثم التفكير عميقاً في السبب الفعلي لما وصلنا إليه، فنصف الدواء معرفة الداء.
 السبت 23 ابريل 2011


http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=205870

«وذكّر» حكومتنا بمحرم

تمر علينا بعد أيام ذكرى استشهاد ريحانة رسول الله(ص) وسبطه سيد شباب أهل الجنة من بكاه سيد الخلائق يوم مولده الإمام الحسين (ع)، تتجه أنظار العالم في هذه المناسبة إلى أرض الكرب والبلاء حيث لقي الإمام الحسين وأهله وصحبهم مصرعهم على تلك الأرض، ومن هناك سبي نساء آل بيت النبوة إلى الكوفة حيث كان بن زياد ومنها إلى الشام حيث يزيد بن معاوية، ومرت عليهم المصائب والنوائب التي تَعبَرُ لها كل عين، فأي عقول الدنيا يتصور أن يحدث هذا لنسل رسول الله(ص) في بلادٍ قامت على اسمه ودينه وكل جرمهم أنهم طلبوا الإصلاح في أمته.
مظاهر الحزن والألم ومراسم تقديم العزاء لرسول الله(ص) تختلف من بلد إلى آخر وإن كانت تجمعها مشتركات معينه أبرزها الاتشاح بالسواد وإقامة مجالس ذكر هذه الفجيعة التي لولاها لما قامت للإسلام قائمة في عالم ساد رأس هرمه السياسي حب الذات والاستبداد بالملك والعيش في الملذات من بيت مال المسلمين!.
وفي الكويت تقام الشعائر الحسينية في ظل دولة قامت على شركاء الوطن الذين لم يُرد أحدٌ منهم محو الآخر أو النيل منه، فكان الشيعة والسنة جنباً إلى جنب في بناء هذا الوطن في كل ميادينه ومنها هذه الشعائر، وليس بخافٍ تبرعات الحكام في بناء الحسينيات وأبرزها الحسينية الخزعلية وتوسعاتها، ولكن بدأت المنغصات تدخل على الكويت من طالبي دنيا وتأزيم ومشعلي نار في هشيم صنعوه على مدى السنوات الثلاثين الماضية، ولو رجعنا بالذاكرة إلى خمس عشرة سنة فقط وتذكرنا حال منشورات الطائفية وكيف كانت توزع بالدس والخفاء، وإن كشف أمرها تبرأ الجميع منها وألقيت على عاتق الأطفال أنهم من طبع ووزع!، وقارنا ذاك الوضع بما حدث بشهر محرم الماضي وما يعد له في هذه الشهر من توزيع لمناشير الطائفية والتهكم بالإمام الحسين (ع) لشعرنا بمدى تغلغل الفكر الطائفي والتكفيري بل وحتى فكر النواصب بيننا.
بمقارنة سريعة على انقلاب الموازين وعدم ثبات بعض الساسة وخروج الأمور من دائرة الفكر والعقيدة وبناء الوطن إلى مزالق الطائفية وخيانة الوطن ونية الفتك به، لنقارن ما حدث في شهر رمضان الماضي مع ما يحدث فعلا في الكويت لا في لندن من إعلان يوم عاشوراء يوم استشهاد الإمام الحسين (ع) يوم فرح وسرور وما أعلن أخيراً من النية لتوزيع مطويات وملصقات طائفية حتى في المدارس لهذا الغرض لَعَلِمنا أن هناك من يريد النيل لا فقط من وحدتنا الوطنية بل حتى من الإمام الحسين(ع) وتنشئة جيل على هذه المبادئ الهدامة، فحقنا التساؤل (من للحسين؟)(ومن للوطن؟) وماذا إن لم تتخذ الحكومة موقفاً حازماً لوضع شيء من الاحترام لدموع رسول الله (ص) على الإمام الحسين؟ ننتظر الحكمة يا حكومة! 








تاريخ النشر: الجمعة, ديسمبر 03, 2010


طلقة لكل دماغ يفكر !


المجتمع الكويتي والمجتمعات الخليجية على وجه العموم مجتمعات مبنية على خليط من المذاهب المختلفة بحيث يفسح للجميع أن يعرفوا المذهب المقابل وخصوصياته بحكم المعاشرة اللصيقة ويستثنى من ذلك المجتمعات المغلقة بحكم أمكنتها النائية أو بحكم الترحال بعيدا عن المدينة، وهذا ما يقطع الطريق على صناع الفتن من بث سمومهم وأكاذيبهم التي تريد النيل من الآخر وخلق جدار فكري يمنع من تقبلهم في تلك المجتمعات.
ولكن المؤسف أنهم بعد فشلهم في المدن الحضرية التي لا يمكن أن يُكذِب عمارها ما رأوه بأعينهم على مدى أجيال متعاقبة، توجه صناع الفتن إلى بعض الدول العربية الأخرى وبالأخص بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000م، وتوجه تلك الشعوب لمعرفة المذهب الشيعي وأسباب هذا الانتصار وما عقبه من تماسك في حرب تموز، فقام مرتزقة الفكر العقائدي بترويج أكاذيب عن المذهب الشيعي بقصد النيل منه، أكاذيب أكل عليها الزمان وشرب وحذفت في مزبلة التاريخ فاستخرجوها ليمارسوا عبثهم بعقول الناس وأفكارهم ومنها «إن الشيعة يعبدون علي!» ويساوق طرحها «إن الشيعة يقولون إن الرسالة كانت يجب أن تنزل على علي ولكن جبريل عليه السلام أخطأ وأنزلها على النبي «ص» ومقولة «خان الأمين» أي جبريل، و«أن للشيعة قرآنا آخر» وفي نفس الوقت ينسبون للشيعة «القول بتحريف القرآن» وغيرها الكثير، تناقض مجموعتي الأكاذيب السابقة وتبين مدى سوء سريرة المروج لها، فكيف يعتقدون بألوهية علي وفي نفس الوقت يعتقدون بنبوته! وكيف يرمون جبرائيل بالخيانة ويصفونه بالأمانة!، وكيف لهم قرآن آخر ويقولون بتحريف آيات من كتاب الله؟! أليس الآخر يعني نفي القرآن كله؟!.
يخرج عالم كالإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر بمقامه الشامخ ليصرح بأن ما ينسب للشيعة هو مجرد أكاذيب، واننا «السنة» نصلي خلف الشيعة، مما يجعلنا ننحني إجلالاً واحتراما له ولكن من سيسمعه؟ وكيف ستصل كلمته لعموم الناس في مقابل لعبة المال ودين السيطرة على العقول؟.
المسؤولية ليست على شخص أو مذهب أو دولة، أصحاب الفتنة الله لهم بالمرصاد فقد صمت آذانهم وعميت عيونهم وساءت سرائرهم وسخرت طاقاتهم لهدم الدين، ولكن أصحاب الفكر والعقل والدين عليهم التصدي وبيان الحقائق كلٌ من موقعه ومنطلقه، فاستمرار الأكاذيب وحرب التكفير لن تجر إلا التكفير والقتل والدمار وخلق مجتمعات (مكفرجية)، ليس فقط على الشيعة بل حتى على معظم السنة ومختلف التيارات الفكرية في زمن صار انتقال الأفكار وانتشارها أمرا اعتياديا بسيطا، فحتى من يتجرأ بالتساؤل والتحقق من صدق ادعاءاتهم أو من يخالفهم بعقيدة أو رأي تصله نيران التكفير، فلا يعقل أن ندع الأمور تسير إلى طلقة تخترق كل دماغ يفكر!. 





تاريخ النشر: الجمعة, نوفمبر 26, 2010

http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=125661

الحج نص مرن معاصر

العنوان غير واضح المعالم لكن لي منه غاية، وقبل الخوض بها أتحدث عن وجوب الحج، فالحج في الشريعة الإسلامية واجب على كل مكلف بشرط أن يستطيع إليه سبيل، وذلك برفع كل الموانع والحواجز التي تمنع منه ومنها توفر المادة اللازمة بشروطها المبحوثة عند الفقهاء.
ولكن من يحدد للمكلف انه مستطيع أم لا؟ هنا المحدد ومن يستطيع التقييم هو المكلف نفسه فلو كان يملك مال قارون وقال إني لا أستطيع الذهاب للحج يكفي بذلك قوله وإن كان كاذبا فأمره إلى الله وليس هو من شؤون غيره، فالشرع وضع حكما شرعيا وما يتعلق بذمة المكلف وعمله منوط به نفسه، وكذلك في كثير من المسائل إن لم نقل أغلبها الشرع يضع حكمه بشروطه والمكلف يحدد ما هو الواجب عليه، ومثال آخر وهو الصيام فهو واجب على كل مكلف ولكنه حرام على المريض الذي يضر به الصيام وكذا المسافر عند بعض المذاهب فلا يحق لهما الصيام وعليهما القضاء إن استطاعا، فان صام مريض عناداً فصيامه حرام وعليه القضاء أيضاً.
البعض يحاول الطعن في الدين باعتبار كون نصوصه قديمة فهي تزيد على الألف سنة ومن المؤسف انهم يتعمدون التعبير بالنص القديم ولا يعبرون عنه بالنص الإلهي ليتضح الفرق بين زوايا الرؤية، فهناك من يراه من حيث كونه نصا إنسانيا قديما من زاوية إنكار الأديان، وهناك من يراه من زاوية كونه نصا إلهيا مقدسا، هؤلاء البعض لم يستطيعوا التمييز بين الثوابت والمتغيرات وطواعية النصوص ودوائر إعمال رأي المكلف نفسه مهما كان وليس المثقف، فالدين احترم الجميع ووضع لهم صلاحية لتحديد أعمالهم بمرونة تناسب زمانهم وفق ضوابط محددة لن تتعارض مع أي مشروع إنساني أصاب الحق سواء كان بعناوين أولية أو عناوين ثانوية، وهؤلاء لم يوضحوا أي النصوص يقصدون فهل ما يقصدونه هو النص العقائدي الذي يحدد رؤية الإنسان لله ولنظام الوجود ومكانه في الكون أو النصوص الأخلاقية أم نصوص الأحكام الشرعية؟
نصوص أصل أصول المسائل العقادية دائما ما تكون موافقة لحكم العقل فرد العقل رده ورده ردٌ للعقل، والنصوص الأخلاقية أيضاً لها أسسها العقلية التي لا تنكر وأغلب هذه المسائل تبنى على قاعدة الحسن والقبح العقليين، وأما الأحكام الشرعية فهي نتاج لأصول عقلية ارتقت عليها أعمدة العقيدة والفكر الإسلامي.
إن من يريد الحوار لا الطعن عليه أولا أن يحدد النقطة التي يتحدث عنها ويحرر محل النزاع الذي يدور حوله ثم يطلب الحوار، أما أسلوب دس السم بالعسل ولي عنق المسائل ومحاكمة الأصول باعتراضات على الفروع في موارد اعتماد الفروع على الأصول حيل حُطابُ ليلٍ عاجزين، فالنور نور الله جل جلاله ولن يطفئ نور الله بأفواه مغترين بيهودي أخرج المسيحيين على الكنيسة !. 





تاريخ النشر: الجمعة, نوفمبر 12, 2010

http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=123843

لنتفق .. إننا مختلفون !


الاختلاف من سنن الله الجارية في خلقه التي لا يمكن أن تنكر حيث جعلها الله فينا فجعلنا شعوباً وقبائلا لنتعارف وتكون المفاضلة بين الخلق بدرجة التقوى التي لا يعلم واقعها إلا هو سبحانه وتعالى.
حينما نعمل النظر في مجتمع كمجتمعنا نلاحظ انه مؤسس على أطياف مختلفة من حيث المنشأ والأصل واللهجة أو الدين أو المذهب من أهل الحاضرة والمدن وأهل البادية والقرويين والصيادين والحرفيين، من أسس الدولة واستقبل جميع هذه الأطياف لابد وأن يكون عارفاً بها راضيا بوجود هذا الاختلاف على أرض الكويت وهذا ما يشهد به التاريخ، ومن قدم على هذا المجتمع وأراد أن يكون أحد أفراده لا بد أنه قد سلم بهذا الاختلاف ورضي بالوجود كأحد عناصره المختلفة.
إن التعامل السلبي مع الاختلاف هو بداية لانهيار هذا الكيان المبني من عناصر مختلفة فنرى اليوم من يحاول إلغاء الآخرين وفرض سيطرة على الدولة وإلغاء هوية الآخر بعناوين مختلفة إما فئوية أو قبلية أو طائفية أو حزبية فكلما تقلصت الدائرة حقق أعلى مكاسبه.
وأما التعامل الايجابي فهو الاستفادة المثلى من الامتدادات المختلفة لتحقيق المكاسب الوطنية وضمان الحفاظ على الأمن والاستقرار على الصعيد الوطني، وأما على الصعيد الشخصي والفكري فإن الاختلاف يولد الحوار الذي يمكن أن يكون سبيلا للرقي في التعامل وصقل الأفكار، ومن أبرز أمثلة الاستفادة من الاختلاف الفكري استفادة الفلاسفة من الفخر الرازي، حيث قالوا انه من أكثر من خدم الفلسفة وساهم في تطويرها مع شدة نقضه على آرائهم، فسلموا لاختلافه واستغلوه في معرفة ما يمكن أن يرد عليهم من إشكالات وقاموا بحلها وتحرير مسائلها فخطوا بفلسفتهم مراحل كانت لولا اختلافه معهم تحتاج لمئات السنوات.
إن هذا المزيج من الأفكار والعادات والتقليد إما أن يسير بنا إلى رقي معرفي وفكري لا يتسنى لغيرنا من أحاديي المجتمع مما يجعلنا على رأس المجتمعات العربية القادرة على تطوير واقعها، أو أن يهبط بنا إلى مجتمع من المجرمين الانتهازيين الذين يريدون استغلال الدولة بأفرادها لمصالحهم الآنية التي لا محالة ستنقضي ويبقى الوطن وقد غرسوا فيه خناجر آثامهم التي يعصب التخلص من آثارها المادية وما تخلفه من آثار نفسية في صدور مواطنيه تمنع رجوع الكويت إلى سابق عهدها فضلاً عن الرقي بها إلى مصاف الدول المتقدمة. 




تاريخ النشر: الجمعة, نوفمبر 05, 2010




محتسبة الفكر ومقصلة الكتاب

انتهى المعرض أو شارف على النهاية ويبقى السؤال المتجدد إلى متى؟ هذا السؤال لا يوجه للرقابة فقط بل يوجه حتى للفعاليات التي عارضت مقصلة الرقيب.
للأسف دائما ما تأتي تحركاتنا الثقافية متأخرة جداً وضعفها أشد من تأخرها، وأحيانا تكون بشيء من اللامنطقية، فليس من العقلاني أن يرفع الحظر الشامل عن كل الكتب بما فيها الخادش للحياء العام والداعي للاستهزاء بالمقدسات الدينية ونحن في الكويت، ولكن هناك دائرة يتفق عليها كل العقلاء باستثناء فريق «الحسبة» وهي ما يجب السعي له، برفع الحظر المفروض على الكتب الفكرية والسياسية بمختلف اتجاهاتها حتى التي تنتقد توجهاتنا الفكرية من قبل الرقيب الذي يقف حاجباً دون حرية البحث العلمي بحجبه للمصادر الفكرية والعلمية، على أن يبذل جهده بتحويل الكتب المخالفة للقانون للجهات القضائية التي تتولى النظر فيها.
وأما اشتداد الغيرة على الكتاب وما يتبعه من حركات احتجاج واعتراض على المنع بعد تنفيذه وانعقاد المعرض فلا طائل منه، فيفترض من الجهات المهتمة بالحرية الفكرية سواء كانت تجمعات ومراكز أو صحافة أو غيرها السعي في الأمر على مدار العام من خلال الجهات التشريعية السليمة (مجلس الأمة) بالتنسيق مع دور النشر التي امتنع بعضها فعلا من الحضور لمعرض الكويت وعلى البقية أيضاً أن تمتنع دام الرقيب لا يرحمها.
أمامنا سنة إلى معرضٍ دولي قادم، فإن أحسنا التحرك خلال هذه السنة سنستطيع أن نفخر بالكويت مركزا ثقافياً دولياً رائدة على مستوى العالم العربي كما كانت سابقا، وإن عدنا إلى دائرة الخمول فلنودع الفكر والأدب والثقافة على أرض معرض الكتاب، وفي الشبكة العنكبوتية الكفاية مع تعدد طرق وصول المعلومات، ولنر ماذا سيفعل الرقيب والمحتسبون من ورائه، وكيف سيرفع الأمر إلى الجهات القضائية؟! أما المحتسبة فإن كانوا من أصحاب الفكر فلم الحجب؟ لعل اتفق معهم في أن بعض الكتب أو الكثير منها لا تخلو من انحراف سواء كان فكرياً عقائدياً أو أخلاقياً وبنظري حتى بعض الكتب التي سمحوا بها، وبطبيعة الحال كتاب هذه الكتب يرونها صواباً، هذا الاختلاف نتاج طبيعي لاختلاف العقول والآراء والأفكار والانفتاح على عوالم مختلفة، فهل نقوم بمحاولة منع الكتب وإغماض العيون وتعطيل العقول عما تحويه من أفكار تصل إلى من يريد شئنا أم أبينا؟ أم نفتح المجال للبحث العلمي والحوار المنطقي ومقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل؟
إن اللجوء للمنع في هذا الزمن حيلة العاجز في قابل الأفكار التي يراها أقوى منه، فيعتقد إن عمله فقط المنع ليبرئ ذمته أمام الله عز وجل، بينما الأفكار تتغلغل في المجتمع وتغزوا بيته وأبناءه وسيبقى عاجزاً عن صدها حيث لم يطلع عليها ولم يفتح الطريق لغيره لطرقها بالبحوث العلمية والنقدية. 




تاريخ النشر: الجمعة, أكتوبر 22, 2010

قنوات الفتن (Delete)

البحث العلمي والتنقيب في طيات الصفحات وسبر أغوار المسائل العلمية والفكرية والفلسفية والعقائدية على وجه الخصوص أمر ممدوح جُبِل عليه الإنسان وحثَّ عليه القرآن ولم تنكره الدساتير ولا القوانين، ولا يمكن منع أحد من التفكير إلا بشغل الذهن بأمور أخرى تافهة كانت أو مهمة، كما لا يستطيع أحد إجبار الناس على عقيدته حيث {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} شرعاً وعقلاً.
ولكن هبوط المسائل العقائدية من أطوار التفكير والبحث العلمي إلى أطوار التكفير والتعصب الجاهلي أمر ذو خطر عظيم، فالنزول بمسائل الخلاف من دائرة العقل وأروقة الفكر إلى دوائر الشوارع ما هو إلا مشروع فتنة يقتات عليها بعض المجانين فيحرقوا البلاد والعباد، ولا أبالغ إن قلت إن أغلب أتباع الفتن لم يدققوا مسألةً علمية ولم يمحصوا دليلاً بل لم يخطر ببال أغلبهم التحقيق في عقيدته وإنما اتخذها بتأثير التبعية للبيئة المحيطة ودخل بالجعجعة مع هذه البيئة كما يقول المثل (مع الخيل يا شقرا).
إن فِعل البعض من عدم احترام مقدسات الغير مع إلزامهم بمقدساته ضَربٌ من الخبال والعبث الفكري فلو كانت مقدسات الناس واحدة لما اختلفوا عليها، ولو لم يبدأ أحد بالتعدي المخزي على مقدسات الآخر لما كان هناك الطرف الذي يرد، فكل فعل له ردة فعل {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}، مع إن أغلب المسائل المطروحة اليوم قد طرقت وأشبعت بحثاً منذ مئات السنين دون حدوث مثل هذه الزوابع التي ساعد عليها الإعلام وسهولة التواصل. يعبر دائما عن الفتنة بالنار لأنها تأكل الجميع ولا تفرق وللنار ثلاثة أطراف (مثلث الاحتراق) فمثيرو الفتن الذين بيدهم أدوات إشعالها طرف، والمادة المشتعلة وقود النار التي هو عموم الناس في الفتن طرف، والعنصر المساعد على الاشتعال الذي هو الإعلام الفتنوي طرف النار الثالث، فأصحاب الفتنة لو لم يجدوا التهليل والتطبيل ووجدوا الردع والتنكيل لما تجرأوا عليها، ولو حصنا أنفسنا واعتصمنا بحبل الله ولم نتفرق ونتبع كل ناعق وناهق لما كنا حطباً لهذه النار تلتهمنا، ولو حجبنا العنصر المساعد على الاشتعال لم نكن لنحترق، فاختلال أي الأطراف الثلاثة كفيل بإخماد الفتنة.
بقيت قنوات الفتن في الكثير من البيوت تبث سمومها وتحرض الناس على خوض فتن جديدة لتعيد النار التي تسترزق منها إلى الهشيم، فلو سددنا الآذان عنهم منذ البداية لما ازدهروا وراجت بضاعتهم ولوصموا بالعار بدل الفخار، وإن اتخذنا الآن موقفاً حازماً تجاه قنوات الفتن سواء كانت فضائيات أو مواقع إنترنت أو غيرها وقلنا لهم (Delete) وأعطينا كل مثير للفتنة (Block) سيضمحلون بائرين ويعود بلدنا إلى سابق عهده، وإن لم نفعل فستبقى نار الطائفية متأججة تتنقل من موضعٍ لآخر تلتهم المجتمعات ولن تدعنا ووطننا إلا رماداً. 





تاريخ النشر: الجمعة, أكتوبر 15, 2010

http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=119845

القول الشافي في أصول الكافي

يعد كتاب الكافي أحد أقدم المجاميع الروائية عند المسلمين وأهمها على الإطلاق بل لم يكتب في الإسلام مجمع حديثي مثل هذا الكتاب، وقد كانت الأحاديث قبل بروز المجاميع محفوظة في أذهان الرواة أو في كراسات تسمى كتاب أو أصل وقد بلغت أربعمائة أصل تعرف بالأصول الأربعمائة إلى أن جمعت حفاظاً عليها من الضياع وجمعاً وترتيباً لشتاتها حتى تصل لمن يطلب منها شيئا على أحسن وأكمل وجه.
لم يختر ثقة الإسلام الشيخ الجليل محمد بن يعقوب الكليني الروايات الصحيحة فقط بل كان مجموعاً مما هو أعم من ذلك، ولم يُحَكِّم رأيه بل مازال الباب دائما مفتوحاً للتحقيق والتدقيق في الروايات، ولا أعتقد أنه من السليم أن يأتي من يصادر آراء بقية العلماء ويصدر حكمه في الروايات ويثبتها على أنها صحيحة على الإطلاق عند المسلمين، وإن أتى من يصحح ويضعف الروايات سوف يبقى هذا الحكم ملزماً له فقط وعلى فهمه.
وأما من الناحية العلمية فقد أجاد شيخنا الكليني أعظم إجادة في ترتيب وتقسيم كتابه الكافي مما ينم عن غزير العلم وسعة الإطلاع والإدراك وقدرة فذة على ترتيب الأوليات، فالكافي ينقسم إلى ثلاثة أقسام الأصول والفروع والروضة، والأصول منه التي هي مدار كلامي حيث نصح العلماء فأنصح بتعاهدها تنقسم إلى عدة كتب مبوبة فبدأ الشيخ بكتاب فضل العلم ثم كتاب التوحيد فكتاب الحجة أي حجة الله على أرضه اعم من كونه نبيا أو إماما فكتاب الإيمان والكفر الذي جمع فيه صفات أولياء الله وأولياء الشيطان ثم كتاب الدعاء فكتاب فضل القرآن فكتاب العشرة، وبعد ذلك أتى بالفروع حيث الأحكام الشرعية والروضة التي هي مجموع متنوع من المتفرقات. بلا شك ليس كل من قرأ وسيقرأ الكافي الشريف هو من العلماء المحققين بل أغلبنا من عوام الناس لذا علينا أن نرجع في كثير من الأحيان لأهل العلم لفهم الحديث ولمراجعة السند إن لزم الأمر، وهناك آيات وأحاديث يعبر عنها بإرشادية وهي التي تبين حكما عقليا تدل عليه فلا يحتاج الإنسان فيه إلا إلى التنبه ليسلم العقل بصحة هذا الحكم والأخذ به، والآيات والروايات الإرشادية قد يأخذ بها حتى من لم يؤمن بالله فضلاً عن النبي والقرآن، وبغض الطرف عن السنن وقاعدة التسامح في أدلة السنن إلا إن المسائل العقائدية والأخلاقيات العامة المذكورة في أصول الكافي لا تحتاج إلا إلى سمعها وتمعنها وفهمها ليتجه القلب للعمل بها تحت تسليم سلطان العقل لصحة معانيها، فينبغي للمسلمين تعاهد أصول الكافي لعظمته بعظمة محتواه وليصلوا إلى لطائف أنوار كلام النبي وأهل بيته المعصومين عليهم الصلاة والسلام حتى نتمكن من بلوغ أعلى مراتب الكمالات المرجوة للإنسانية. 



تاريخ النشر: الجمعة, أكتوبر 08, 2010

http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=118934

معرفة الله

قبل أن يشرع علماء الكلام في بحوث التوحيد من إثبات واجب الوجود لذاته (الله عز وجل) وصفات الكمال وجلال أو السلب يبدأون بمقدمة حول وجوب النظر والمعرفة، ويسوقون لها أدلة إما عقلية أو نصية، فالعقلية منها كوجوب شكر المنعم الذي تقتضيه الفطرة البشرية على اعتبار شكر المنعم على إنعامه هو من كمال الشاكر والإنسان مفطور على حب الكمال ولا يرضى بالنقص ولما وجب شكر المنعم الذي أنعم على الإنسان بوجوده ووجود عالمه وما فيه وجب على الإنسان معرفته ليستطيع شكره، ومن الأدلة العقلية على وجوب المعرفة دفع الضرر المحتمل، اي هناك أشخاص عرفوا بالخير والصلاح والصدق والأمانة ادعوا انهم أنبياء ومرسلون وان هناك خالقا لم يخلق هذه الكون عبثاً وان هناك حياة أخرى بعد هذه الدنيا وفيها جنة ونعيم لمن اتبع وأحسن وعمل صالحاً وهناك نار وعقاب لمن لم يؤمن ولم يطع الله عز وجل وبما أن العقل يحتاج دليلاً للنفي كما يحتاج دليلاً للإثبات والطبيعة البشرية مدعومة من العقل تركن لتصديق من عرف بالصدق ولم يظهر منه أي شيء ينفر من سلوكه ويدعو إلى عدم قبوله وجب بحكم العقل البحث بصدق دعواهم.
وربط الله الخشية منه بالعلم والمعرفة فقال عز وجل: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (فاطر/28) وبالقطع المقصود هو العلم بالله أي بصفاته عز وجل حيث الطريق مقطوع من غيرها، فكلما عرف الإنسان الله عز وجل أكثر اقترب منه أكثر وانقطع إليه أكثر فيتوجه بكل جوارحه وجوانحه لله عز وجل ويطلب الوصال معه حيث إن عظمة ما يعرف تبعده عن الميل إلى غيره والغرق في حب الله عز وجل وخشيته، لأنه المستحق دون غيره لحقيقة الخشية والخوف والرجاء والحب دون غيره إلا تبعاً فينقلبُ همُّ الإنسان من أي شيءٍ كان إلى الله عز وجل ورضاه، ومتى ما كان همُّ الإنسان رضا الله عز وجل وهو مفعمٌ بحبه اتجه قلبه وعقله لما يريد الله عز وجل، فلا يرى هذا الإنسان في صفحة الوجود إلى الله ومعنى ذلك إنه يرى كل ما في الكون هو مرآة تظهر فيها عظمة الله عز وجل وكماله وكل شيء في عالم الإمكان يدل على الله وصفاته (وفي كل شيء له آية تدل على انه واحد) وقولهم (الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق)، وأعظم ظهور وتجلي لصفات الله عز وجل في محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله يقول تعالى: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }(آل عمران/31).
إن معرفة الله تدعو لخشيته وخوفه وطاعته والإخلاص في حبه والتحلي بصفاته والإقتداء بالنبي (ص) والمعصومين (ع) امتثالا لأمر الله وإرادته، فمتى ما انتبه الإنسان وتحرر من الغفلة التي صيرتنا لها أنفسنا الأمارة بمعية حجب الدنيا وملذاتها وملاهيها ومكائد شياطينها، يشرع الإنسان في السير في طريق رضا الله والرقي في مدارج كماله من كمال إلى كمال على نور وبصيرة، وأما من يحاول الوصول إلى الله من غير الطريق الذي أرده الله ومن غير صراطه المستقيم فإن ما يعتقده كمالا هو نقص فعن الإمام الصادق عليه السلام: (العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعداً).
feras_khoursheed@hotmail.com 



تاريخ النشر: الجمعة, أكتوبر 01, 2010

http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=117966

الصورة الحقيقية للإسلام

[ ملاحظة عنوان المقال الأصلي ((القرآن كذبة صدقها المسلمين)) تم تغيره من قبل الصحيفة ]
عندما ينظر من يريد تحليل الأوضاع للمقابل لا بد أن يتحلى بشجاعة كافية للتفكير بواقعية دون أوهام وإلا وصل بأفكاره إلى نتائج لا تعدو أن تكون أوهاما وخيالات لأنها أصلاً مبنية على الخيال والوهم وكما يقال في المنطق النتيجة تتبع أخس المقدمتين.
فلنكن واقعيين لنصل إلى نتائج صحيحة تؤهلنا لوضع حلول سليمة، والواقع إنه عندما يقول شخص «الأديان السماوية» يتبادر إلى أذهاننا أن القائل يعني الأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام، ولكن هذا الارتباط بين المقولة والمعنى ارتباط سياسي أو اجتماعي نابع من إرادة الناس للتعايش السلمي واحترام الآخر لا من عقائد الجميع، والواقع العقائدي إن اليهودي يرى دينه فقط سماوياً والبقية يراها أديانا وضعية وضعها أشخاص ليسيطروا على الناس ويضلوهم عن الدين السماوي وهي منسوبة زوراً لله تعالى، والمسيحي يعتقد بموسى (ع) إنه نبي ولكن شريعته انتهت ويجب على الناس اتباع المسيحية الدين الإلهي بنظره فهو يرى دينين سماويين ويرى الإسلام «والعياذ بالله» كذبة من صنع سيدنا محمد (ص)، ومع هذا يجامل اليهودي دينان ويجامل المسيحي دين واحد بكلمة سماوي، فعندما يتطاول المسيحي على النبي محمد (ص) وعلى الإسلام والقرآن فهو يعبر عن معتقده بالأديان السماوية وعن الأفكار والصور التي وصلته عن الإسلام. وأما نحن بما أننا آخر الأديان السماوية فنعتقد ونقر إنهما دينان سماويان ولكن شريعتاهما منسوختان بالإسلام خاتم الأديان الذي أتى به خاتم الأنبياء محمد (ص) ولكن لن يعتقد بنا يوماً مسيحي أو يهودي فنحن عندهم أتباع دين وهمي وضعه رجل كاذب وألف على الله كتاباً سماه القرآن، بالضبط كما نرى نحن البهائية فنراهم أتباع دين مكذوب على الله وضعه رجل كذاب وألف له كتاباً نسبه لله، وأتباعه يعتقدون بنبينا بطريقتهم دون أن نعتقد بهم.
فإن اعتقد أحد من اليهود أو المسيحيين بأي شريعة أتت بعده وإنها من الله لزمه اعتناقه فوراً حيث سيكون مصدقاً بنبيها وبصدق نسبتها وما تحوي لله تعالى، وهذا دورنا أن نجعلهم يعتقدون بالإسلام وأنه دين سماوي أتى به الصادق المصدق من الله الواحد الأحد ولكن بالطريقة المناسبة التي أرادها الله عز وجل لا بأهواء وأمزجة بعض الأشخاص الذي يمكرون بالإسلام حتى أنسوا أتباعهم قوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وقوله تعالى: {وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ} ونقلوا صورة أخرى عن الإسلام صورة القتل والانتحار وذبح الكبار والصغار وترويع الآمنين وقتلهم دون تميز بين رجل وامرأة وصغيرٍ وعجوزٍ عليلٍ ومجنون، فما وصلهم وترسخ في أذهانهم عن الإسلام هو صورة «بن لادن» وأفعاله.
قلوبنا تغلي من تطاولهم على نبينا وديننا وقرآننا ولكن الذنب ليس ذنبهم فقط بل المجرم الحقيقي هو من أوصل هذه الفكرة لهم عن الإسلام وأخبرهم بأن الإسلام أتى لقتلكم وهذا الفكر «بن لادن ومن على شاكلته» يتحملون جريرة هذا التطاول.
ولكن يبقى على المسلمين دورهم الرسالي بتبليغ رسالات الله ولكن ليس لمجتمع كان يعرف محمداً بالصادق الأمين الحكيم بل لأناس عرفوا صورة سوداء عن الإسلام، فعلينا أن ننظف صورة الإسلام من أمثال «بن لادن» و«الزرقاوي» ثم نعرفهم بإسلام محمد بن عبد الله... وصلى الله على محمد وآل محمد. 



فراس خورشيد


تاريخ النشر: الجمعة, سبتمبر 17, 2010

http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=116033


الخميس، 28 أبريل 2011

التفكر... في ما.. وإلى ما

لتفكر في خلق الله من الأمور الممدوحة في الشريعة إلى درجة عالية حتى فُضِّلَ على عبادة العباد الزهاد، فهو أساس في تثبيت المعرفة وأعني معرفة الإنسان بنفسه وبربه وبما يراد منه في الدنيا وإلى ما مآله بعد الموت، وهذا التفكر في خلق الله وعظيم صفاته لا في ذاته كما يظن البعض ويصور، فعن الإمام الباقر (ع) : «إياكم والتفكر في الله، ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه».
وللتفكر ضروب وجهات فمن حيث التفكر في عظمة الخلق وفريد الصنع المتقن ودقائقه وانتظامه وعدم تفويت المصلحة ودفع المفاسد العالية إلى غير ذلك من الأمور المبهرة في هذا الخلق يؤدي إلى الاعتقاد واليقين بوجود الله وعظمته وعلمه وحكمته وقدرته وكماله المطلق؛ ومن حيث تغير هذا الخلق وتفاوت درجات المخلوقات وجودها بعد عدمها وعدمها بعد وجودها يؤدي إلى العلم ببقاء الله وحده لا شريك له واليقين بـأن غيره لا محالة زائل مما يؤدي بالإنسان إلى حسن الظن بالله والانقطاع إليه عمن سواه سبحانه ربي ما أعظم شانه يقول في كتابه العزيز: { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } ومن حيث تفكرنا بعظمة الله وقدرته وكمال صفاته في ظل ما نرى من عظيم خلقه نجيب عن كثير من تساؤلات الأذهان التي تحير الكثيرين دون الوصول لحلول لها إلى موتهم، فتنشأ لدينا نظرة كونية عميقة نفهم منها وجودنا من أين وكيف وإلى أين وما هو المقتضي له، وإن كنا نحتاج الاسترشاد بكتاب الله وكلام نبيه والمعصومين (ع) لنصل إلى عمق تلك الحقائق.
فكم منا تفكر بما حوله وعلاقته بالله؟ العين التي نقرأ بها؟ اليدان والرجلان وكيف نكون بلاهما؟ الجلد وإفرازه للعرق؟ القلب والدم بما يحويه من خلايا بيضاء وحمراء وبلازما وو؟ الأنف والرئتان والهواء الذي نستنشق؟ من شكر الله على هذه الأمور وغيرها ومن منا شكر الله على قدرته على الشكر؟ ومن فكر كيف يستطيع التفكير ومن أين هذه القدرة الخارقة وكيف هي عظمة من أنشأ هذا الخلق ووضع به هذه القدرات؟
إن التفكر إضافة إلى ما يمنحنا إياه من التصديق بالله وعظمته والانقطاع إليه، يكسبنا قدرات على التأمل والتفكر في كل شيء ولكل شيء بتمام الثقة بما نفعل في ظل نظرة عميقة للكون فتنمو قدراتنا العقلية والذهنية وتتسع مداركنا ودوائر معارفنا فنستطيع الوصول إلى أنجع الحلول لما تقتضيه طبيعتنا وخلقتنا فنصل بحياتنا الدنيوية إلى أسمى درجات الرقي والكمال الممكن لنا. 





تاريخ النشر: الجمعة, سبتمبر 10, 2010

http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=115353



أزمة عيد الفطر

«أزمة» هي كلمة تعودنا انها توحي بكارثة إما سياسية أو اقتصادية محلية أو دولية أو كارثة طبيعية مدمرة أو حرب عاتية، لأن همومنا انصبت على هذه الأمور وقلوبنا انشغلت بها مما يدفع أذهاننا مباشرةً إلى أحد المواضيع المعروفة كالملف النووي الإيراني أو الطائفية أو أي ملف سياسي يبدأ كي لا ينتهي أو إحدى الأزمات الاقتصادية المتعاقبة وقد وصف الشاعر هذه الحال والأمثال تضرب ولا تقاس:
أبني إن من الرجال بهيمةً في صورة الرجل السميع المبصر
فطن لكل رزية في ماله فإذا أصيب بدينه لم يشعر
إن أردنا أن نعرف العيد على حقيقته فلا بد أن نتجه إلى منهج أهل العصمة عليهم السلام لنأخذ منهم الحق، فعن أمير المؤمنين (ع) كما في نهج البلاغة: (إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد)، والعيد من عاد يعود وفي لسان العرب عن (ابن الأعرابي: سمي العِيدُ عيداً لأَنه يعود كل سنة بِفَرَحٍ مُجَدَّد) فيوم الفرح الواقعي هو كل يوم لا يعصى الله فيه.
فعيدنا بعد شهر الصيام الذي هو شهر كسر القوة الشهوية التي هي مطية الشيطان للنيل من عباد الرحمن، ففي الحديث (من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء) أي ما يقطع شهواته، فينبغي لمن صام هذا الشهر أن يكون قد درب نفسه على لجم شياطين الشهوة خلال هذا الشهر وصولاً إلى العيد، حيث تكون النفس قد كسبت من الكمالات الروحية ما يمنعها والانغماس في عالم الشهوات واللذات المحرمة، إلا إذا لم يصمه صياماً حقيقياً.
والواقع الماثل أمامنا أن الشوارع تزدحم قبل العيد غاصةً بالذاهبين لشراء الجديد بما غلا ثمنه وعجب شكله وغرب لبسه ؛ إن لبس الجديد في العيد محمود، ولكن التبذير مذموم وإدخال السرور على العيال في ملبسهم وما يفرحهم والتوسيع عليهم محمود، ولكن التكلف وتحميل النفس والغير أكثر من الطاقة مذموم (شر الإخوان من تكّلف له).
إن المسألة ليست إلا تفاخرا على أمر غير ذي قيمة واقعية إلا ما يريده مجتمع المسلسلات اليوم، وللأسف لا يراعي أحد شأنه ومستواه ووضع محيطه في ما يشتري ويرتدي، فاختلط الحابل بالنابل واضطر الفقير الى أن يستدين أحيانا لتغطية أمور كان يستطيع أن يسدها باليسير، ولكنه إن لم يُرِدها غصةً في قلوب أبنائه يتكلف هذه الأزياء ليتماشى مع وضع ليس بوضعه، فيكفي في كل محيط شخص واحد قد وسع الله عليه بما لا يطيق غيره ليضطر الجميع لهذا التكلف. وأما يوم عيدنا فهو يوم ارتداء تلك الأزياء، أزياء السيرك والمسلسلات وبرامج الدلع الخارج والسلوك الفج، أزياء لا تمت لدين أو عرف أو خلق بصلة مع تبرج لا يناسب انكسار الشهوة أبداً والتخطيط لسفرات (محرمة) وحفلات ومسرحيات وسينمات ومجمعات وووواوات لا تنتهي، ولا بأس بترك الصلاة أو تأخيرها لليل. فبربكم أي صيام وأي صلاة، فمن آثار قبول الصلاة أنها تنهى عن الفحشاء وقبول الصيام كسر الشهوات، أفلا نستحي من الله مع كل هذا التجاهر بالمعاصي، فعن الإمام الصادق (ع): (خف الله كأنك تراه وإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم برزت له بالمعصية، فقد جعلته من أهون الناظرين عليك)، فالأزمة الحقيقة التي تعاني منها الأمة الإسلامية هي «أزمة سلوك» مع الله عز وجل. 



تاريخ النشر: الجمعة, سبتمبر 03, 2010

http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=114601

علي من الله وإلى الله

علي بن أبي طالب عبد الله وبن عبده وأخو رسوله وزوج ابنته الذي لولا ذلك لما كان لها كفؤا وهي سيدة نساء العالمين.
علي ولي الله الذي قال فيه الذي {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}: (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه).
علي نفس رسول الله وأبو ابنيه بنص كتاب الله: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}
علي الذي عاش بين الناس ولم يكن منهم وقد كانت له الدنيا بما فيها فقال لها: (يا دنيا، يا دنيا، إليك عني أبي تعرضت؟ أم لي تشوقت؟ لا حان حينك، هيهات، غري غيري، لا حاجة لي فيك، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعيشك قصير، وخطرك يسير، وأملك حقير، آه من قلة الزاد وطول المجاز، وبعد السفر وعظيم المورد).
وأقبل علي على الله عز وجل حتى رآه أبو الدرداء كما في الخبر بعد أن قضى ليلته في العبادة (فإذا هو كالخشبة الملقاة فحركته فلم يتحرك فقلت انا لله وانا إليه راجعون مات والله علي بن أبي طالب) فذهب إلى السيدة الزهراء (ع) فأخبرها الخبر فقالت (ع): (هي والله الغشية التي تأخذه من خشية الله تعالى) يقول تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}و أي موحد عارف كأمير المؤمنين (ع) وهذه كلماته في نهج البلاغة تشهد على معرفته بالله عز وجل ؛ فيكمل أبو الدرداء: (ثم أتوه بماء فنضحوه على وجهه فأفاق ونظر إلي وانا أبكي فقال: هم بكاؤك يا أبا الدرداء فكيف ولو رأيتني ودعي بي إلى الحساب وأيقن أهل الجرائم بالعذاب واحتوشني ملائكة غلاظ وزبانية فظاظ فوقفت بين يدي الملك الجبار قد أسلمتني الأحباء ورحمني أهل الدنيا أشد رحمة لي بين يدي من لا يخفى عليه خافية).
هذا حال مولانا علي (ع) وهو من وعده الله والزهراء والحسنين (ع) أمن ذاك اليوم فقال عنهم في سورة الإنسان: {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا}.
علي الذي أفنى عمره في سبيل الله حتى أتت تلك الليلة الموعدة التي قضاها كما قضى ما مضى من عمره الشريف في ذكر الله عز وجل وطاعته صابراً محتسباً زاده فيها خبز الشعير والملح، حتى هم يخرج للمسجد فصاحت إوزات الدار تمنعه الخروج فأخبر إنها صوائح تتبعها نوائح فسار إلى بيت الله يرفع ذكر الله مؤذناً مصلياً ينتظر تحقق أمر الله الذي وعده به حبيبه رسول الله (ص) مسلماً بذلك راضياَ مرضياَ.
لم يتم علي صلاته حتى أنزل اللعين المرادي سيفه المنقوع بالسم على رأس مولانا علي حتى فارت دماؤه الزكية تصبغ لحيته الطاهرة المقدسة محققاً بذلك النبوءة النبوية ليضج جبرائيل في السماء كما في الخبر: (تهدمت والله أركان الهدى، وانطمست والله نجوم السماء وأعلام التقى، وانفصمت والله العروة الوثقى، قتل ابن عم محمد المصطفى، قتل الوصي المجتبى، قتل علي المرتضى، قتل والله سيد الأوصياء، قتله أشقى الأشقياء)
فحريٌ بنا أن نفخر بإمامٍ كان من الله ولله ولم ينسانا أبداً فما خرج من الدنيا حتى أوصانا: (.. الله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم، الله الله في الصلاة فإنها عامود دينكم..)
وهذه ليالي القدر تبدأ لذكر مصابنا بمولانا أمير المؤمنين عليه السلام فو الله ما جمعنا غير حبه، فالله الله لا نضيع وصايا إمامنا علي الذي صفت قلوبنا بذكر فنذكر الله ونستغفر ونتعهد القرآن في هذه الليالي التي يفيض الله بها البركة ويجزل بها العطايا. 


تاريخ النشر: الجمعة, أغسطس 27, 2010

http://www.aldaronline.com/dar/Detail2.cfm?ArticleID=113893

البعبع الصفوي المرعب

البعبع الصفوي المرعب
هناك مخطط صفوي يتحدثون عنه بعد زوال الدولة الصفوية بقرون ، كل ما نعرفه عن هذا المخطط إنه يرعب الوهابية ، و يجعلهم يرتجفون خوفاً ، فهم لا يستطيعون أن يغيروا أو يقرروا أو يفكروا ، حتى إن من يطالب منهم بأي نوع من الحرية أو الديمقراطية أو أي مطلب سياسي يرمى بالصفوية و يجابه بالمخطط الصفوي المرعب فتسقط مطالبه هامدة ، بل وصل الأمر فيهم إن من يدافع منهم عن مظلومٍ و دمٍ مراق لشيعي ، يرمى بالغباء أو العمالة أو حتى بالصفوية و إن كان بالأمس القريب رمزاً لهم ، وليس ببعيد الطعن بالدكتور عبيد الوسمي بعد تصريحه المؤدي الى عدم مشروعية دخول درع الجزيرة للبحرين ، و من يريد أن يعرف مدى هذا الخوف و كيف هي ردود أفعال الوهابية عليه بمتابعة ما يدونون في الانترنت حيث تختفي شخوصهم و تنطلق كلماتهم بلا رقيب .
لهم : تهليلكم وفرحكم بقتل الأبرياء العزل ليس لأنكم أقوياء ، بل لأنكم لا تملكون حجة ، و تخافون انتشار فكرٍ إن وقفتم معه في مواجهة لا محالةَ مسحوقين ، فأتيتم بذريعتكم المجة و بررتم الظلم و سفك دماء العزل بحجة الصفوية  ، بل حتى مبادئ الأمس تحت النعال عندما يلوحون لكم بالصفوية ، ولو كان فيكم رجلٌ رشيد لطلب أن يتوجه هذا الرصاص لرؤوس الصهاينة أو بأضعف الإيمان لأيدي الفلسطينيين ، ولكن هيهات أن تتحلوا بشجاعة أو كرامة تكون شرفاً لكم وعزة .
دعونا نخيفكم قليلاً ، اذا كان من يطالب بحريته صفوي و من يقف ضد الظلم و الطغيان صفوي و من يترحم على الأبرياء صفوي ، فكلنا بنظركم صفويين ، و البعبع الصفوي المرعب بين ظهرانيكم فاحذروا غضبته .
ليس تهديدا بل هو واقع إنكم أجبن من المواجهة الشريفة ، فأنتم يا مرعوبين مجرد حطب دامه بيد الصهاينة ، تجردوا قليلاً و انظروا فما يفرحهم يفرحكم و ما يغضبهم يغضبكم ، و من واجه العتاد الصهيوني أثناء قتلكم العُزل ليس بعاجزٍ عنكم .
استيقظوا فقد تحرر الشعب التونسي من الخوف ، و زأر الأسد المصري و مرت رغم أنوفكم و أنوف الصهاينة البارجات الإيرانية عبر قناة السويس ، و أتنم بمسرحياتكم و مهازلكم ستعودون إلى قمقمكم عاجلاً أم أجلاً ، فنصيحة أخ يرى فيكم بقايا بشرية انزعوا عنكم الخوف من المارد الصفوي الذي بلل أسرتكم و جعلكم تهلعون و تستنفرون لقتل العزل ، لعلكم لتدخلون  في ركب الإنسانية ، لعلكم تفلحون .
15/3/2011
فراس خورشيد 

الأربعاء، 27 أبريل 2011

حوار مع حجي دستور

حوار مع حجي دستور 



 المواطن : السلام عليكم حجي دستور اشلونك ؟
 الدستور : بخير الحمدلله انت اشلونك كيف حالك ؟
المواطن :  و الله مو بخير حجي 
الدستور :  ليش يا وليدي عسى ماشر ؟
 المواطن : والله حجي أنا شيعي !
 الدستور : إي و خير شكو ؟
المواطن :  حجي انت شنو مذهبك !
الدستور :  أنا علماني
المواطن :  زين حجي يعني تبع منو مع أي تيار أي مذهب أي جماعة بدوي حضري شنو انت ؟
الدستور :  أنت اشفيك ما تفهم ؟ أنا علماني و ياي من فرنسا يالأثول .
 المواطن : أها ... فرنساوي حضرتك ! ؟
الدستور :  إي زين فهمت
المواطن :  زين حجي الكويت شنو مذهبها ؟
الدستور : الكويت مدنية ملها مذهب معين تتبعه أنت أو غيرك ، بس قانونها على المذهب المالكي
المواطن :  طيب حجي دستور يعني لازم اصير مالكي ... ولا تسحب جنسيتي ! ؟
الدستور : لا يبا صير مثل ما تبي عقيدتك كيفك بقلبك .
 المواطن :  أها ... يعني عقيدتي بقلبي ما يصير أصرح فيها ، و جذي ما تسحبون جنسيتي ؟
الدستور : وليييييه شالله بالانا بهالثولان ، يا بابا صرح قول ابحث أنا معطيك حرية بعقيدتك و ببحثك العلمي و بنشر آراءك ودربك خضر أنت وكل عيال ديرتك .
 المواطن : أوووه دستورنا اشفيك ، بالله باجر يطلع واحد ملحد و لا يهودي !؟
الدستور :  أنت صج ما تفهم أنا علماني فرنسي كيفك يبه لو يبي ايب بقره و يعبدها هذا دينه انت شكو .
 المواطن : حجي دستور طلعت غبي ، صدقني إذ الجماعة اسمعوك ، باجر يسحبون جنسيتك و يصير دستورنا بدون !
الدستور : أهو أهو .. آسف يبه .. تكفه لا تقول حق أحد ... ترى نسيت إني أشتغل دستور بالكويت !

21l9l2010
فراس خورشيد