الاثنين، 28 نوفمبر 2011

البحرين ثورة الكرامة العربية


البحرين ثورة الكرامة العربية

إن الإغفال العالمي والتلاعب الدولي الاستثنائي والمقزز لحقوق شعب البحرين ليس وليد الانشغال بغيرها ، فأهميتها الجيوسياسية يفترض أن تضعها في بؤرة أنظار العالم وأخباره ، ولكن نفس هذه الأهمية الإستراتيجية هي التي تجعل العالم المتهالك يتغافلها .

فالبحرين تحت النظام القائم تمثل جزء مهم من المصلحة الغربية عموما ومن المصلحة الصهيوأمريكية خصوصا ، وتزداد أهميتها بمراتٍ مضاعفة إن خرجت عن إرادة العم سام .

فإن قلنا إن للخليج أهمية إستراتيجية لوجستية للمصلحة الأمريكية في ضفته الغربية بعد امتناع الضفة الشرقية عليه من حيث النفط وإمداداته وتحرك قواتها وإمداداتها في المنطقة ، ودعم وإمداد حلفائها أيضا كما حدث في حرب تموز ، فالبحرين في قلب الضفة الغربية من الخليج ، وموقعها إذا ما اختلفت مع المصالح الصهيوأمريكية يقطع الطريق من جهتين ، فمن جهة الإمداد الأوفر من النفط من عمق الخليج إلى مدخله ، ومن جهة أخرى إمداد السلاح والعتاد من رأس الخليج إلى عمقه وإلى ما هو أعمق من العمق دولة العدو .

وكما لا يخفى فإن السيطرة الأمريكية على المنطقة لا تنبع من حب الشعوب ولكن من المصالح المتبادلة مع الحكام ، فلذلك بقاء الحاكم في مكانه يمثل مصلحة صهيوأمريكية مباشرة لضمان السيطرة الأمريكية واستمرار إمدادات النفط وأمن واستقرار دولة العدو .

فخروج البحرين من إدارة الحاكم التابع للحكام الحر تعني إنه متى ما وقعت واقعة أو حرب بين الكيان الغاصب والعالم العربي أو الإسلامي فهذه الدولة ستكون ضد "الكيان الصهيوني" ، ويمكنها بموقعها بدل أن تكون مركزا لوجستيا صهيوأمريكيا أن تكون مركزا لوجستيا للعالم الإسلامي ، كما يمكنها منع الإمدادات من الجهتين .

كما إن وصول حاكم حر لا يرتبط بالإدارة الأمريكية يمكن أن يكشف الكثير من أسرارها في هذه المنطقة ،كما يمكن أن يكشف كل ما يضر مصالحها وتحركاتها ضمن مجلس التعاون الخليجي ، كما إن هذا الشعب إذا ما انتصر ستتبعه شعوب المنطقة إما لنفس الحراك المضر بمصالح الغرب ، أو على الأقل لفرض إرادة الشعوب في الأزمات وبالأخص في ما يتعلق بدولة العدو ، ما يعني عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني في أي حال من الأحوال ، بل الوقوف ضده وضد وصول الإمدادات له في حال قيام حرب من كل دول الخليج .

لذلك فثورة البحرين ليست ثورة شعبها فقط فهي ثورة الأمة العربية والإسلامية بل والإنسانية كلها ضد الطغيان ، وعدوها ليس حاكمها فقط بل إن العداء يتمدد ليدخل في طرفه كل من له مصلحة لا يريد فواتها من بعض حكام المنطقة أو من الدول الكبرى أو حتى من المنظمات العالمية التي ترتبط بدولة العدو ، وبما أن شعب البحرين يمثل كرامتنا فكلنا شعب البحرين وعدوه الذي يريد سلب حقوقه عدونا وعدو الأمة بأسرها لا عدو الشعب فقط ، فعلينا كلٌ في موقعه أن يبذل قصارى جهده في إنجاح هذه الثورة علنا نسترد شيء من كرامة هدرت تحت المدافع والمصالح منذ عقود .

هناك تعليق واحد:

  1. يا فراس خورشيد, سيسألك اللة تعالى عن كلامك هذا , و لكن ليس الآن . و إنما بعد أن تقبض روحك .

    ردحذف