جرذان ..
كان لنا بيت كبير في مزرعة ملأها الله لنا بالخيرات ، نربي حذائه الدواب ، وعندما دخلت الجرذان على الخيرات أحضرنا كلباً ، أخرج جدي الكلب لأنه يفزع الداجنات ، مرت أيامنا بسلام ، مات الجد ، ثم لحقنه الدجاجات .
أتينا بالخبير فقال البلاء بالجرذان ، فضعنا السم ، فمات أحد الجرذان وقبل موته بصق السم في ماء البهائم فماتت ، حاولنا وحاولنا ولكن لم نجد حلاً إلا منع الطعام من البيت حتى لا يجدوا قوتهم ويرحلوا من حيث أتوا ، ولكنهم أكلوا أخضر النباتات وجذور الأشجار ، حفرنا نتتبعهم نقتلهم جرذاً تلو جرذ ، ولكنهم كانوا قد وصلوا أساس البيت .
فصبرنا على ما ابتلانا ربنا وقومنا جدران البيت الكبير ، وجمعنا كل رجال القرية وقاتلنا الجرذان حتى ظفرنا ، جلسنا نحتسي الشاي ، فخرج جرذٌ صغيرٌ منهم لم يمت ، ونثر النار من الموقد ليحرق البيت ومن فيه فمات بعض الرجال .
أتى الطبيب يعاين قتلانا وسمع قصتنا مع الجرذان ، فنبش قبر جدي ، فحص بقاياه ، حمد الله إنه كان واهن الجسد مات سريعاً ، استغربنا فرحه بموت جدي الذي لا يعرفه ، ولكنه أخبرنا عن عضة في يده مسمومة بوباء لم يتحمله ساعات ، تساءلنا كيف عض ؟
فأخبرنا أبن عمي الصغير إنه رأى جدي يطعم الجرذان ويقول : إنها لنا جيران وضيوف إن أكرمناها ساعدتنا وإن لم تساعدنا فلن تضرنا .
فقال حكيم القرية : لا تأوي لئيماً فأن أول يدٍ يعضها يد من أكرمه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق