الخميس، 19 مايو 2011

زوال أسوار الرهبة ....(غير صالح للنشر)


زوال أسوار الرهبة

في سباق تحرر الشعوب من القيود والإنفراد بالسلطة سقطت الأسوار والأقنعة ، وأهم هذه الأسوار سور الخوف والرهبة ، فقد سقط الخوف في بعض الدول كالبحرين وليبيا واليمن وسوريا وتجاهد الأنظمة لإعادته ، في ليبيا واليمن الوضع حسم على الظاهر لصالح الشعوب ، وفي البحرين وسوريا مازال الوضع متردداً ، بين العزة والذلة ، وبين المهانة والكرامة ، وإن بدأت الرؤية بالاتضاح تدريجياً ، وشرعت الكفة تميل إلى الشعوب كما ينجلي في البحرين ، وصار قناع الخوف والرهبة من السلطة فعل ماض انتقض بالعزة والكرامة والإباء .

أحداث البحرين أريد لها أن تكون عبرة لبقية الشعوب الخليجية ، فاختلفت مواقف الأنظمة ومبادئها بشكل سافر بين تأييد الشعوب في بعض الدول كليبا ، والمعارضة الشديدة لشعب البحرين ، بل واستعمال السلاح مرة ضد النظام كما في ليبيا لنقض سور الخوف من النظام وعدم تقهقر الشعب ، ومرة ضد الشعب كما في البحرين لإعادة أسوار الخوف والرهبة من النظام .

استُعمِلَت كل الوسائل ، للحفاظ على أسوار الرهبة من ذكر اسم الحكام ، بين تجيش بلطجية كما فعل نظام مبارك ومن سار على أثرة ، وبين إثارة طائفية كما هو مستمر عندنا في الخليج ، و أيضا باستغلال وعاظ السلاطين ، ولكن هل كل الشعوب مازلت تُرهب بنفس الطريقة ؟ ، فهناك شعوب أبت كرامتها إلا إن تطفوا ولو كانت على بركةٍ من دمائها ، وهناك شعوب ما زالت تقاوم حتى لا يرجع هذا السور ثانية  .

أعتقد إن محاولة إبقاء بعض الأنظمة لهذا السور وتعزيزه  ، إما بدفع هبات مهولة هي أصلاً حق للشعب ، أو بالاستعانة بالسلاح الدين ، أو بالتلويح بالبنادق ومفاتيح السجون، هو نوع من كسب الوقت بالتبريد على الوضع ، فإن سارعت الأنظمة لتحسين وضعها و إعطاء الشعوب حرياتها وكرامتها وحقوقها سوف تفلح بالبقاء ، أم التبريد الظاهري وبقاء الوضع كما هو عليه ، سوف يزيد من غليان الشعوب غير المعلن ، وللضغط الشديد المتزايد لحظة لابد أن ينفجر فيها ، ففي السعودية مثلاً ، وبعد الإعلان عن ثورة حنين لم يظهر أحد في الموقع إلا الإعلام والشرطة ، إلى أن ظهر ((خالد الجهني)) فجأة فانفجر وحيداً ، مطالباً بحريته وحقوقه ، مبدياً أسفه على سلبها ، مسلماً لمصيره المجهول كما حدث فعلاً ، فهل الحكومات تعي إنه يمكن أن يظهر الآلف فجأة كالجهني ليطالبوا بحرياتهم .

لذلك على حكومات المنطقة إنصاف شعوبها ، والاحتذاء بالمثال الكويتي الذي فتحت مجالاً أوسع من الحريات قبل أن يتجرأ أحد بالمطالب بسقفه ، فمن كان يتصور أن ينال من رئيس وزراء عربي فضلاً عن خليجي ولو بالإشارة ، وينام على سريرة مطمئناً ، فالحريات وتداول السلطة ولو جزئياً وحقوق تقرير المصير ، مطالب إنسانية ، إن لم تحققها الأنظمة ستسقط عاجلاً أم آجلاً . 


ملاحظة : لا أدري لمَ غير صالحة للنشر .... !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق