الخميس، 19 مايو 2011

زوال أسوار الرهبة ....(غير صالح للنشر)


زوال أسوار الرهبة

في سباق تحرر الشعوب من القيود والإنفراد بالسلطة سقطت الأسوار والأقنعة ، وأهم هذه الأسوار سور الخوف والرهبة ، فقد سقط الخوف في بعض الدول كالبحرين وليبيا واليمن وسوريا وتجاهد الأنظمة لإعادته ، في ليبيا واليمن الوضع حسم على الظاهر لصالح الشعوب ، وفي البحرين وسوريا مازال الوضع متردداً ، بين العزة والذلة ، وبين المهانة والكرامة ، وإن بدأت الرؤية بالاتضاح تدريجياً ، وشرعت الكفة تميل إلى الشعوب كما ينجلي في البحرين ، وصار قناع الخوف والرهبة من السلطة فعل ماض انتقض بالعزة والكرامة والإباء .

أحداث البحرين أريد لها أن تكون عبرة لبقية الشعوب الخليجية ، فاختلفت مواقف الأنظمة ومبادئها بشكل سافر بين تأييد الشعوب في بعض الدول كليبا ، والمعارضة الشديدة لشعب البحرين ، بل واستعمال السلاح مرة ضد النظام كما في ليبيا لنقض سور الخوف من النظام وعدم تقهقر الشعب ، ومرة ضد الشعب كما في البحرين لإعادة أسوار الخوف والرهبة من النظام .

استُعمِلَت كل الوسائل ، للحفاظ على أسوار الرهبة من ذكر اسم الحكام ، بين تجيش بلطجية كما فعل نظام مبارك ومن سار على أثرة ، وبين إثارة طائفية كما هو مستمر عندنا في الخليج ، و أيضا باستغلال وعاظ السلاطين ، ولكن هل كل الشعوب مازلت تُرهب بنفس الطريقة ؟ ، فهناك شعوب أبت كرامتها إلا إن تطفوا ولو كانت على بركةٍ من دمائها ، وهناك شعوب ما زالت تقاوم حتى لا يرجع هذا السور ثانية  .

أعتقد إن محاولة إبقاء بعض الأنظمة لهذا السور وتعزيزه  ، إما بدفع هبات مهولة هي أصلاً حق للشعب ، أو بالاستعانة بالسلاح الدين ، أو بالتلويح بالبنادق ومفاتيح السجون، هو نوع من كسب الوقت بالتبريد على الوضع ، فإن سارعت الأنظمة لتحسين وضعها و إعطاء الشعوب حرياتها وكرامتها وحقوقها سوف تفلح بالبقاء ، أم التبريد الظاهري وبقاء الوضع كما هو عليه ، سوف يزيد من غليان الشعوب غير المعلن ، وللضغط الشديد المتزايد لحظة لابد أن ينفجر فيها ، ففي السعودية مثلاً ، وبعد الإعلان عن ثورة حنين لم يظهر أحد في الموقع إلا الإعلام والشرطة ، إلى أن ظهر ((خالد الجهني)) فجأة فانفجر وحيداً ، مطالباً بحريته وحقوقه ، مبدياً أسفه على سلبها ، مسلماً لمصيره المجهول كما حدث فعلاً ، فهل الحكومات تعي إنه يمكن أن يظهر الآلف فجأة كالجهني ليطالبوا بحرياتهم .

لذلك على حكومات المنطقة إنصاف شعوبها ، والاحتذاء بالمثال الكويتي الذي فتحت مجالاً أوسع من الحريات قبل أن يتجرأ أحد بالمطالب بسقفه ، فمن كان يتصور أن ينال من رئيس وزراء عربي فضلاً عن خليجي ولو بالإشارة ، وينام على سريرة مطمئناً ، فالحريات وتداول السلطة ولو جزئياً وحقوق تقرير المصير ، مطالب إنسانية ، إن لم تحققها الأنظمة ستسقط عاجلاً أم آجلاً . 


ملاحظة : لا أدري لمَ غير صالحة للنشر .... !

استفزاز المقدسات

يقول تعالى: «وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ». (الأنعام 108).
أحد قوانين نيوتن تقول: «لكل قوة فعل قوة رد فعل، مساوي له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه»، إن لعبة الاستفزاز التي تجر الساحة كل يوم إلى مزيد من الاحتقان، تجري في خط هذا القانون، وتفرق عنه أنه قانون فيزيائي يختص بالمادية، وحرب المقدسات القائمة على قدمٍ وساق، تتعلق بأمور ذهنية واعتبارية.  ففي أطر المادة تقوم أجهزة الأقيسة والموازين بتحديد القوة، أما في عالم المقدسات فتحديد القوة راجع لكل إنسان وما يتبناه من أفكار ومعتقدات، فما أعتبره أنا من أقدس المقدسات، قد لا يكون ذا قيمة عند غيري، والعكس صحيح، وكذلك قوة ردود الأفعال قد لا تكون مساوية لقوة الفعل، فربما منعتها موانع لا تظهر، أو تتأجل، أو ربما وضعت معها أمورا أخرى تعكس الحالات النفسية والأحقاد المتراكمة أو المرامي البعيدة، فتكون أشد وأعنف، أضف إلى ذلك إمكانية دخول الصور الخيالية على أنها أفعال، يمكن أن تستفز المشاعر، وتسبب ردود أفعال لأفعال لا وجود لها أصلا.
وبما أننا نحترم مقدساتنا على اختلاف مشاربنا، فيجب علينا تنزيه هذه المقدسات من جعلها عرضة لمن يريد النيل منها، بكف ألسنتنا عن مقدسات الآخرين، ليس هذا الكلام من باب «التفلسف» والتنظير، بل هو منطلق قرآني، والمثال الإلهي هو الأشد، فلا يوجد عند المسلم أقدس من الله عز وجل، ولا أسخف من أي إله يعبد من دونه، ولكن المنطلق الإلهي أمرنا بكف ألسنتنا عنه مهما كان.  في حرب التصريحات الاستفزازية التي تتقنها بعض الشخصيات، وللأسف حتى بعض النواب، أهمل الأدب القرآني أيما إهمال، وحتى ممن يدعي إسلامية المنهج، وذلك يدفعنا للتساؤل: لماذا تستعمل هذه الأساليب الاستفزازية، التي أدت بنا إلى حالة من الاحتقان الطائفي الشديد، وتسببت في تقسيمات اجتماعية مقيتة تنذر بعواقب وخيمة، في ظل وجود من لهم القدرة على الرد بنفس المستوى؟
للأسف هناك من كان وجودهم واستمرارهم السياسي قائمين على اللعب على وتر استفزاز المقدسات، واستغلال ردود الأفعال على مفتعلاتهم، مما أوصلنا إلى حالة من الفوضى الطائفية، ترتبت عليها إساءات إلى الدين والوطن، فمن كتابات و»شخابيط» على الحوائط، إلى الاعتداء على المصلين وتكفيرهم، مروراً بتخريب وتكسير المساجد، كان المستفيد جهة واحدة فقط، وهذه الجهة إن انتشرت التعاليم الأخلاقية الإسلامية والمفاهيم الإنسانية والحقوقية والوطنية، واستقر الوضع الوطني، سوف تخسر كل وجودها السياسي.
فنتمنى مع ظهور الحكومة الجديدة أن تعمل على زرع المفاهيم الأخلاقية وتعزيز روح المواطنة من خلال وزاراتها، لاسيما «الأوقاف» و»الإعلام»، والثقل الأكبر على كاهل وزارة التربية التي نتمنى ألا تبدأ سنتها الدراسية الجديدة إلا بمناهج جديدة نظيفة، تخفف من حدة الاستفزاز المنتشر في الكويت.



نشر بتاريخ 14/5/2011
http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=209020

الأربعاء، 18 مايو 2011

قابليات استثنائية


عند اندلاع أي أزمة فتنوية نوجه أصابعنا إلى من أثاروها، ونهاجمهم ونرمي بأوزارها وتبعاتها على عاتقهم، ونهمل الجانب الأهم وهو قبولنا لبذرة الفتنة وتنميتها ورعايتها حتى تكون فتنة مكتملة النمو كاملة الدسم.
وإن الاكتفاء بعلاج مثيري الفتن، أو إقصائهم من المجتمع، في زمن الاتصالات والإنترنت وسهولة انتقال المعلومات، لا يفي، فهناك آلاف المصادر للفتن التي لا يمكن ضبطها، والخلل الذي يجب أن يعالج بجدية بالغة، هو قابلية المجتمع لتقبل الفتن واحتضانها وإيجاد الأزمات ورعايتها.
مهما بلغت صعوبة تحديد نقاط الخلل التي جعلت للمجتمع هذه القابلية، يجب علينا الشروع في علاجها قبل تفاقمها أكثر، واتخاذ الخطوات التي عادةً ما تبدأ نمطياً بتشكيل لجان، ثم إجراء دراسات على الوضع لمعرفة أسباب ومكامن الخلل، ثم الخروج بالحلول والتوصيات المناسبة، التي ستصب غالباً في مثل هذه المواضيع، على تغيير بعض الأفكار وإيجاد البدائل، وتعديل الكثير من السلوكيات، وإعادة ترتيب أولويات المجتمع، مع مراعاة الخلفيات الثقافية للأطياف المختلفة.
وأول معضلة تواجهنا: ما الجهة المسؤولة عن حل هذه المشكلة؟ فالبعض اعتاد تحميل الحكومة كل السلبيات، ولا يمكن أن ننكر دورها السلبي هنا، ولكن الجهة المسؤولة عن التشريع والرقابة على الحكومة هي مجلس الأمة، فالمفترض أن يقوم المجلس بدوره في إيجاد التشريعات المناسبة ثم مراقبة الحكومة في تطبيقها، ولكن هيهات! فالمجلس بسبب بعض أعضائه لا يمتلك القدرة الكافية لحل هذه المشكلة، بل يعتبر أحد أوجه المشكلة بوجود هؤلاء الأعضاء، بل لعله أسوؤها.
لذا ليس لنا إلا التماس تدخل المرجعيات السياسية العليا في البلد، لترعى من خلال حضورها الاجتماعي وحصانتها الدستورية هذا العلاج، وتشرف بنفسها على إيجاد التشريعات الملائمة والتطبيق الحازم، علّنا نحافظ على بقايا المجتمع المتهالك بسبب الصراعات، أو أن تتخذ الحكومة قرار تقديم التضحيات، والدخول في صراع حازم مع الأطراف المتنازعة والمستفيدة من الوضع الحالي، لعلها تأتينا بحل ناجع.
أما بقاء الحال على ما هي عليه، فهو بلا شك سيوصلنا إلى أسوأ الأمور 'الدم'، فمن يتحسس واقعنا ويقارنه بالدول المتناحرة في صراعات داخلية، فإنه سيجد أننا مصابون باحتقان طائفي عرقي عنصري قبلي استثنائي، وإذا لم نتداركه فسيولد انفجاراً استثنائياً.

تاريخ النشر 7/5/2011

الأحد، 15 مايو 2011

طرطرا .... للشاعر : محمد مهدي الجواهري


طرطرا!.

للشاعر الكبير : محمد مهدي الجواهري

طرطرا تطرطري *** تقدَّمي تأخَّري
تَشيَّعي تسنَّني *** تَهوَّدي تَنصَّري
تكرَّدي تَعرَّبي *** تهاتري بالعُنصرِ
تَعمَّمي تَبَرنطي *** تعقَّلي تسدَّري
كوني إذا رُمتِ العُلى *** من قُبُلٍ أو دُبُرِ
صالحةً كصالحٍ *** عامرةً كالعُمري
وأنتِ إنْ لم تَجِدي *** أباً حميدَ الأثَر
ومَفخَراً من الجُدو *** دِ طيَّب المُنحدَر
ولم تَرَي في النَفْس ما *** يُغنيكِ أن تفتخري
شأنُ عِصامٍ قد كَفَتْــــ *** ــــهُ النفسُ شَرَّ مُفْخَر
فالتَمِسي أباً سِوا *** هُ أشِراً ذا بَطَر
طُوفي على الأعرابِ من *** بادٍ ومن مُحَتضِر
والتَمِسي منهم جدو *** داً جُدُداً وزَوِّري
تزَّيِدي تزبَّدي *** تعنَّزي تَشمَّري
في زَمَنِ الذَرِّ إلى *** بَداوةٍ تَقَهْقَري
تَقَلَّبي تَقَلُّبَ ال***دهرِ بشتّى الغِيرَ
تصرَّفي كما تشا *** ئينَ ولا تعتَذري
لمن؟!! أللناسِ؟!! وهم *** حُثالةٌ في سَقَر
 عبيدُ أجدادِك من *** رِقٍّ ومن مُستَأجَر
أمْ للقوانين وما *** جاءَتْ بغَير الـهَذَر
تأمرُ بالمعروف والمــــ *** ــــنكَر فوقَ المِنبَر
شيء أبى المعروفِ في ***شَويِّ أمُّ المنكر
أمْ للضميرِ والضميــــ***ــــرُ صُنْعُ هذا البَشَر؟!
تَعِلَّةٌ لصائمٍ *** فَطيرةٌ لمُفَطِرِ
لمن؟!! اللتاريخ؟!! وهــــ  **** ــــو في يَدِ المُحَبِّر
مُسخَّرٌ طَوْعَ بنا *** نِ الحاكم المُستَحِر
بدَرْهَمٍ تُقَلِّبُ الــــ *** ــــحالَ يَدُ المُحرِّر
قد تَقرأُ الأجيالَ في *** دُفَةِ هذا المحضَر
عن مِثْلِ هذا العَصْر أن *** قد كان زينَ الأعصُر
وأنَّه من ذَهَبٍ *** وأنَّه من جَوهر
أم للمقاييس اقتضا *** هنَّ اختلافُ النَظَر؟
إنَّ أخَا طَرْطَرَ من *** كُلِّ المقاييس بَري
أي طرطرا إن كانَ شَعــــ *** ــــبٌ جاع أو خُلقٌ عَري
أو أجْمَعَ الستُ الملا *** يينُ على التذمُّر

أو حَكَم النساءُ حُكــــ***ــــم الغاصبِ المقتَدِر
أو صاحَ نَهباً بالبلا****د بائعٌ ومشتري
أو نُفِّذَ المرسومُ في *** محابِرٍ وأسطر
أو أُخِذَ البريءُ بالمــــ *** ــــجرِم أخذَ طرطري
أو دُفِع العرا *** قُ للذلِّ أو التدهورِ
فاحتكمي تحكَّمي *** وتُحمَدي وتؤجَري
أي طرطرا تطرطري *** وهلِّلي وكَبّري
وطَبِّلي لكلِّ ما *** يُخزي الفَتَى وزمِّري
وسَبِّحي بحمدِ مأ *** مونٍ وشكرِ أبتَر
أعطي سماتِ فارعٍ *** شَمَردَلِ لبُحتر
واغتَصبِي لضِفدِعٍ *** سماتِ ليثٍ قَسْور
وعَطرِّي قاذورةً  **** وبالمديح بَخرِّي
وصيِّري من جُعَلٍ *** حديقةً من زَهَر
وشَبِّهي الظلامَ ظُلــــ *** ــــماً بالصَباح المُسفِر

وألبسي الغبيَّ والأ *** حمقَ ثَوبَ عبقري
وأُفِرِغي على المخا *** نيثِ دُروع عنتر
إن قيلَ إنَّ مجَدَهمُ *** مزيَّفٌ فأنكِري
أو قيلَ إن بطشَهم *** من بَطْشة المستعمِر
وإنَّ هذا المستعيــــ *** ــــرَ صولةَ الغَضَنفرَ
أهَونُ من ذبابةٍ *** في مستحَمٍّ قَذِر
فهي تطير حُرَّةً *** جَناحُها لم يُعَر
وذاكَ لو لم يستعِرْ *** جَناحَه لم يطر
فغالِطي وكابري **** وحَوِّري وزوِّري
أي طرطرا سِيري على *** نَهجِهِمُ والأثَر
واسْتَقْبلي يومَك من **** يومهمُ واستدبِري
وأجمِعي أمرَكِ من *** أمرِهِمُ تَستَكِثري

كُوني بُغاثاً وأسلَمي ***بالنفسِ ثم استَنْسِري
أنْ طوَّلُوا فطَوِّلي *** أو قصَّروا فقَصِّري
أو أجَرمُوا فاعتذري *** أو أنذروا فبشِّري
أو خَبَطوا عشوا فقُو *** لي أيُّ نجمٍ نَيِّرِ
أو ظَلَموا فابرزي *** الظُلمْ بأبهَى الصُوَر
شَلَّتْ يَدُ المظلوم لم *** يَجْن ولم يُعَزِّر
أو صَنَعوا ما لم يبرِّرْ منطقٌ فبرِّرِي
أي طرطرا لا تنكري *** ذَنْباً ولا تَسْتَغفِري
ولا تُغطِّي سوءةً *** بانت ولا تتَّزِري
ولا تغُضيِّ الطرفَ عن *** فَرط الحيا والخَفَر
كُوني على شاكِلةٍ *** من أمرهم تُؤَمَّري
كُوني على شاكلةِ الــــ *** ــــوزيرِ بادي الخَطَر
أيْ طرطرا كُوني على تاريخِك المُحتقَر
احرَصَ من صاحبة النحِيْين أن تذكَّري
طوّلي على كِسرى ولا *** تُعَني بتاج قَيصر
كوني على ما فيك من *** مساوىءٍ، لم تُحصَرِ
كوني على الأضدادِ في *** تكوينك المُبعثرِ
شامخةً شموخَ قَر **** ن الثورَ بين البَقرِ
أيْ طرطرا أُقسم بالسويكةِ المشهَّر
والخَرزِ المعَقود في البطن فُوَيق المشعر
بوجهكِ المعتكر *** وثَغِرك المنوَّرِ
وعينِك الحمراءِ تر *** مِي حاسداً بالشَرَر
وصنوك الثور يُثا  *** ر غيظُه بالأحمر
أقسم بالكافور لا *** أقصِدُ شَتم العَنْبر
فوقَ جميع البشَرَ *** فوق القَضَا والقَدرَ
أيْ طرطرا «يا لَكِ من *** قُبَّرة بمَعمَر
خلا لكِ الجوُّ» وقد طاب «فبيضي واصفرِي»
«ونقِّري» من بَعدِهم *** «ما شئت أن تُنَقِّري»
قد غَفَل الصيّادُ في *** لَندَنَ عنك فابشِري

الثلاثاء، 10 مايو 2011

خيانة قانونية ! ..... غير صالحة للنشر !


خيانة قانونية !
أتذكر وكثيرين التقسيم الطائفي قبل الغزو حتى بين الأطفال ، فشيعة وسنة و ربطُ بإيران وارتباطٌ بالعراق ، ولا أذكر أي كلمة طائفية  أو عنصرية أثناء فترة الاحتلال ، فقد كان الهم الذي يجمعنا خلال السبع شهور من حب الوطن وأبنائه والخوف عليهم بعد ذهاب الدولة ، أكبر من أن يسمح برسم خطوط الحدود الطائفية على وجهنا .

فترة الغزو علمتنا إن هذه التناحرات الطائفية ليست من الكويت ، بل هي انعكاس مصالح خارجية على أرضنا ، من خلال أبواق تجدهم في مقدمة أي فتنة تعم البلد .

بعد 21 سنة من الغزو ، تعود الفتنة بشكل أبشع وأخطر ، ففي السابق كان هناك من يريد (سراً) كويتاً لطائفة دون أخرى ، واليوم دعاة الفتنة يريدونها (جهراً) تبعية تحت حكمٍ آخر ، ولو كان لهم شبيه قبل الغزو يتمنى ضم الكويت تحت حكم صدام ويصرح به ، لما كان علم الكويت يرفرف اليوم في شوارعنا .

دعاة الفتن مازالوا يُعملون معاولهم في الكويت ، فكل يوم يختلقون فتنة ومن الحبة يصنعون قبة ، لم نستبعد منهم سابقاً أن يقوم بافتعال بذرة الفتنة ، أو السير بتصريحات استفزازية تدفع بالأطفال والمعتوهين للانجرار خالفهم ، فهذا ديدنهم ، يمارسوا صنعتهم بالدفاع المزعوم عن عرض النبي و الصحابة ،والمناداة بوحدة وطنية عوراء عرجاء مفصلة على مقاسهم ، هؤلاء وجودهم وبقائهم قائم على الفتن ، فلو لم يصرح أحدهم بمراقبة الحسينيات ، من كان سيعرف اسمه ؟ ، ولو لم يشتم أحد الصحابة ، من سيسمع أصواتهم وتصريحاتهم النارية ؟ بل ماذا لديهم ليقدموه إلا تجاذب الفتن ؟ ، بل حتى رفضهم للتعرض للحسينيات ومساجد الشيعة كان بطريقة استفزازية ، فهل نشك إنهم هم من يستفزون مخالفيهم كي يقتاتوا على أخطائهم ! ، فإن كان يجب محاسبة المحرضين فهم أول الجناة .

ما يمارسونه لا يمكن أن يطلق عليه إلا ((خيانة)) فالخيانة ليست فقط بالتجسس المباشر وأخذ المقابل ، بل يكفي أن تُطرح أيديولوجيات من شأنها تقويض نظام الكويت وخدمة مصالح دول أجنبية ، فلا فائدة تذكر من فتنهم التي عمت المنطقة إلا خدمة مصالح الكيان الصهيوني بتفريق المجتمعات المسلمة ، وخدمة بعض الدول التي تريد أن تبين لشعوبها إن الديمقراطية الكويتية نقمة تؤدي إلى سب الصحابة ، كي لا تفكر تلك الشعوب بهذه الديمقراطية ، ولكنها خيانة مغلفة بالقانون ، وتمتلك حصانة برلمانية ! .

أما محاولة البعض الزج باسم رئيس الوزراء بكل فتنة وإلصاقها فيه فدونه خرط القتاد ، فسمو ناصر المحمد يدفع ضريبة الدفاع عن دستور عبد الله السالم و النظام الديمقراطي ، مقابل الفكر التسلطي الانفرادي وما ترتب عليه منذ أول مجلس .

وأخيرا : أتمنى من وزير التربية الجديد ، أن يتحلى بشجاعة غابت عن غيره ، ويباشر تعديل المناهج تحت إشراف تربوي وطني ، حتى تبدأ السنة الدراسة الجديدة بمناهج نظيفة ! .

الاثنين، 9 مايو 2011

شبح ..........(قصة قصيرة جداً)


شبح

عرفت الفتاة شبحاً ..

 أرادت رؤية تعابير أحاسيسه بعد أن اعتادها سمعها ..

 ذهبت للقيا شبحها يتقدمها قلبها و الروح هدية شوقٍ و هيام ..

 كانت أمها في غفوةٍ ..
رأت فيها الكلاب تولي بعد لفظ كبدها الذي لاكت ..

 رجعت الفتاة ناسيةً جسدها ..

 لتبيت ليلتها ..

بلا نبضٍ ..

 شبحٌ بلا روح .

الأربعاء، 4 مايو 2011

قناع .......(قصة قصيرة...)


قــنــاع


رأى بيته يحترق ، فتح عينيه فزعاً ، إنه الوقت الذي يستيقظ فيه ، أعد للخروج نفسه ، نظر في المرآة ، و خلافاً للعادات و السليقة ، خلع القناع ، فرأى قناعاً تحته قناعاً يعلو قناعاً ، واحداً تلو أخيه رفع ، لم يدقق ما كشف ، لم يفكر ، على عجلٍ خرج .

 رآه من عرِفه فلم يعرفه ، و من جهل عرف ما هو ، صار الصديق عدواً و شمت العدو .

 في ظهيرة ذاك اليوم أسلمها ، نودي عليه .. ثم نودي عليه .. تكرر النداء ..و تكرر النداء ....ولكن الغُراب لم يظهر أبداً ...!





ملاحظة : لا أدري أتعد قصة قصيرة ، أو قصيرة جداً ، الحكم لكم .

الثلاثاء، 3 مايو 2011

ميثاق الحريات


ميثاق الحريات

تدور عجلة الأحداث المتتالية بسرعة فائقة هذه الأيام و أبرزها استجواب سمو رئيس الوزراء و المسببات المعلنة له ، و أبرز ما في هذا الاستجواب اجتماع كتل نيابية يصعب تصورها في خندق واحد ، و هذا ما يعد غريباً و مريباً فهو كاختلاط الماء بالزيت ، فمن مدافعين حقيقيين عن الدستور و القانون و الحريات إلى أعداء الحريات و المتحايلين على القانون و كافرين بالدستور ترى العجب العجاب .

فلا أدري كيف يمكنكم الاطمئنان بصحة الهدف و المبتغى و عدم تحايلهم على الرأي العام و الاستفادة من الدستور لتمرير أجندات خاصة مؤقتة الهدف منها ضرب الدستور و تفريغه من محتواه و كبت حريات الآخرين ؟

ولكن لنعلنها ثقة بنوابنا الأفاضل و نطلب من قسم خاص منهم كأسيل الملا و الغانم و جوهر و العنجري ، إن كنتم تقفون مع البقية بدعوى احترام الدستور والحريات والحقوق المدنية وهذا المحور الذي تدورون في فلكه ، فهل لكم بميثاق حريات يوقع عليه كل أعضاء الاستجواب و بالأخص الإسلاميين منهم بقسمٍ مغلظ يضمن حقوقنا الدستورية و حرياتنا ؟

فكل ما نطلبه هو حق فنريد تعديل القوانين بحيث تعود الروح للمرحوم معرض الكتاب و يكفون عن حجب ما نقرأ ، نريد حرية إعلام ، نريد حرية في ممارسة عقائدنا و شعائرنا و السماح بالمواكب الحسينية وفق المادة 35 من الدستور ، نريد تجريم أي نائب يطالب بسحل و تقويض مكتسباتنا الدستورية لا سيما الشعائر ، نريد حرية التعبير عن امتعاضنا ممن ينال من مذهبنا و ما نحمل من فكر ، نريد تعديلاً على المناهج بحيث تكون المدارس للجميع احتراماً للدستور ، نريدها وطنية بعيداً عن الفوارق المذهبية ، هل أنتم على استعداد ؟

كم هو جميل أن نرى هكذا ميثاق يجمع أسيل ومحمد هايف والطبطبائي والمسلم وأبو رمية والوعلان كلهم يدافعون عن حريات الجميع عن الشعائر الحسينية عن معرض الكتاب عن حقوق التجمع و التظاهر و الاعتصام هكذا يكون (إلا الدستور) فعلاً ، إن عدم قبول بعض النواب بالتوقيع على مثل هكذا ميثاق ثم الوقوف معهم في دعواهم في المطالبة بالحريات و الحقوق الدستورية لهو من السذاجة السياسية ، و الخوض معهم دون ضمانات لهو الحَمَقُ بعينه ، سادتي الكرام إما أن يكون ميثاق حريات أو هو محرقة للحريات ،  فبما أنكم جميعاً نوابنا نقول لكم لا تكونوا سُذجاً .

22/12/2010 
لم تنشر .. وكنت أتمنى نشرها .. 

الشعب الكويتي يريد إسقاط الديمقراطية

قبل موجة الثورات العربية، ومع اشتداد فاعلية النظام الديمقراطي في الكويت، ظهرت مجموعة في حياتنا لا تؤمن بالديمقراطية كنظام للحكم، وبالأخص في مجتمع تعددي كالكويت، وحاولت هذه المجموعة الدخول في النظام، لتغييره إلى ما تعتقد أنه نظام صالح، ارتكازاً على إيصال أتباعهم إلى المراكز الحساسة وعلى سلب أكبر قدر من حريات الناس، ولكنهم اصطدموا بدستور ضمن الحريات ومنع تقييدها، إضافة إلى ملاحظة الجميع بمن فيهم الحكومة، سعيهم إلى السيطرة على المناصب التنفيذية العليا في البلد.
فما كان منهم إلا تغيير خطة اللعب، إلى الزيادة المفرطة بالحريات الحساسة لافتعال الأزمات، مع وضع رقابة مشددة على الحريات الشخصية، والعامة ليكونوا هم الأوصياء على الشعب وأفكاره، وبما أن المجلس لن يساعد على ذلك، أدخلوا عنصرا جديدا للعب وهو «الشارع»، فجيشوا قسماً من الشعب يمتاز بتقديس اللحى والسيقان العارية، وتعطيل العقول الخاوية أصلاً، وموت كل القيم الإنسانية، وازدواجية المبادئ وفق الطائفة، للسير في خطة تمزق النسيج الاجتماعي التعددي، وخلطوا بين المطالب بالديمقراطية والحرية وبين الانتقائية والتكفير والطائفية.
وبطريقة أو بأخرى صعدوا على متن المطالبين الحقيقيين بالحريات ممتطين صهوة الدستور، فطعنوا بإرادة الأمة عبر المجلس ووصم من يخالفهم فيه بالتخاذل والانبطاح والقبض والعمالة للحكومة... إلخ!
وتناسوا أنهم في زمن تقسيم النواب إلى نائب مواقف ونائب مصالح «حكومي»، فكانوا أنفسهم نواب مصالح، واستعملوا سياسة تهييج الشارع وتقسيمه، ووسم أتباعهم بالأحرار الوطنين، ومن يخالفهم بالعنصرية أو الطائفية، ليستطيعوا البقاء في مناصبهم على حساب استقرار الوطن.
إن الحالة التي نشهدها غريبة مريبة، فهل يعقل أن من لا يؤمن بالديمقراطية كنظام صالح للحكم، يؤمن بتداول السلطة والوصول إلى رئيس وزراء شعبي؟ ومن يحرّم نصح «ولي الأمر» بالعلن، يشهر به وينازعه في قراراته متحدياً، فلو خرجت بعض هذه التصرفات والآراء من غيرهم ستكون معقولة ومنطقية، أما منهم فهي تنبئ بأن المراد شيء آخر تماماً، ولا أعتقد أن الهدف يعدو في هذه المرحلة إثبات فشل النظام الديمقراطي، سواء كانت تحركاتهم منطلقة من عقيدة أو بتحريض خارجي.
فأصبحنا الآن في أكثر المواقف المحيرة والمضحكة في تاريخ الديمقراطيات الحديثة، فإن من سلب اسم الشعب يسعى إلى تقويض الديمقراطية، والسلطة الوراثية هي من تعلن دفاعها عن الديمقراطية وعدم نيتها حل المجلس أو تعليق الدستور، وعلى خلاف كل الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج التي تتمنى أن تصل إلى نظام الحكم في الكويت، يحتمل أن تخرج عندنا ثورة شعارها، «الشعب الكويتي يريد إسقاط النظام الديمقراطي»!



نشرة في 30/4/2011


http://www.aljarida.com/aljarida/Article.aspx?id=206835