سبيل التغير في الكويت
تتعالى نداءات التغيير في الكويت سواء من حيث الأشخاص أو من حيث شكل النظام ، فهناك من يدعو إلى تغير شخص رئيس الوزراء ، وهناك من يريد جعل الكويت إمارة دستورية على غرار الممالك الدستورية ، وهناك من يدعوا لتغير نظام الانتخابات ، وكل هذه المطالبة مكفولة ولو بحدود للمطالبين بها ، فلهم أن يطالبوا ، ولكن هل لهم إجراء التغير الفعلي لمجرد إنهم طالبوا ، وهل لهم النزول للشارع بهدف وإجبار الدولة على الامتثال لمطالبهم ؟
هناك دول لا يوجد بها أي نظام للتغير سواء كانت لا تمتلك دستوراً أو كان دستورها غير فعال ، كالدولة التي يعين فيها الملك نصف أعضاء المجالس التشريعية ، أو كانت مجالسها شكلية ، ففي هذه الدول للشعب حقوق تكفلها المواثيق الدولية في تقرير مصيره ، وله أن يطالب بأخذها بشتى الوسائل على اعتبار إن الحاكم صادر إرادة الشعب .
ولكن في دولة كالكويت لمجلس الأمة حق في التغيرات الدستورية وفق مواده ، وله فاعلية عالية وصلت أن عزل أميراً وعين آخر ، وأوقف رئيس الوزراء في دولة وراثية وهو من الأسرة الحاكمة على منصة الاستجواب وكاد أن يصدر به كتاب عدم تعاون ، وحاسب وزراء من الأسرة واضطر بعضهم للاستقالة خوفاً من طرح الثقة بهم ، وله صلاحيات عالية في المراقبة والمحاسبة والتشريع ، ولم يُطعن بتزوير نتائجه ، فلا يمكن أن يقبل في الكويت خيار التغير المباشر من الشارع ، فهناك أدوات يمكن التغير من خلالها .
إن ما يحاول البعض زج الشارع الكويتي إليه ، من تهيج ودفع لعدم الاستقرار لتلبية طموحاته وتحقيق مطالبه ، لا يعدو عبثاً سياسياً ومصادرة لحقوق بقية المواطنين ، فهل خروج ألف أو عشرة آلاف أو حتى خمسين ألف يمثل كل الكويت ، في ظل وجود مجلس الأمة ؟
إن سبيل التغير في الكويت ينحصر في تغير قناعة الناخبين ومطالبتهم بانتخاب أعضاء يلبون طموح طالبي الإصلاح "بغض النظر عن نظرنا الشخصي لهذه الإصلاحات وآراءنا فيها" ، من خلال طرحهم برامج إصلاحية واضحة المعالم تكفل للجميع مستقبل أفضل ، فلهم أن يطالبوا بقية الشعب أن لا ينتخب عضو يدعم رئيس الوزراء ، كما لنا أنطالبهم أن لا ينتخبوا أعضاء مأزمين أو طائفيين ، أو عضو لا يحترم علم الكويت آو آخر يريد التفريط بسيادة الكويت .
أما مطلب البعض بحل مجلس الأمة الذي اختار الناخبون أعضاءه ليبقوا لأربع سنوات ، وقناعات أغلب الناخبين إن خلف هذه التحركات أعضاء وأشخاص يجرون خلف أجنداتهم ولا يريدون الخير للكويت ، لن يُغير من الواقع شيئاً ولعل التغير الذي سيحصل هو سقوط بعض الأعضاء في الدوائر الثلاث الأولى من الذين وقفوا ضد رئيس الوزراء يداً بيد مع الطائفيين والمأزمين ، ولعلنا نرى المرشح السابق "محمد الجويهل" تحت قبة عبدالله السالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق