الخميس، 9 مايو 2013

هيبة الدولة أم عصبية الطائفة ..؟!!


هيبة الدولة أم عصبية الطائفة ..؟!!

استبشر البعض بالسياسيين المتأسلمين خيرا عندما رفعوا شعارات ك(إلا الدستور) و (حرية حرية) و استبشر بهم أكثر وهم يدافعون عن الحقوق العامة للمواطنة ، ويطلبون بتوسيع تطبيق المفاهيم الديمقراطية والمدنية (العلمانية) في الكويت ، وطبعا لم أكن من هذا البعض ولله الحمد .

فكما أن الدين لا تكون الطاعة فيه من خلال المعصية ، كذلك الدولة المدنية لا تقام من حيث تهدم ، ومن أول أوليات الدول المدنية احترام حريات الجميع والدفاع عنها شكلا حتى ممن يتناقض معها موضوعا ، كاحترام معتقدات الجميع بلا استثناء شكلا ، واحترام ممارسة الآخرين لشعائرهم وعقائدههم وتعبير عنها بل والدفاع عن حقهم باعتناقها وإبداءها ، وهذا ما يجعل الجميع يحترم الدولة المدنية ودستورها ، وإلا فللأقليات الحق الكامل بالانقلاب على الدساتير والقوانين والممارسات التي تكرس التمييز ضدهم وللعالم الدفاع عنه ولو بالقوة إن اقتضى حفظ حقوقهم ذلك .

ولكن ما يفعله بعض أصحاب الشعارات (المدنية) من أصحاب اللحى المتأسلمة يناقض تماما شعاراتهم (التي أشعلوا بها الشارع) ويسير بالكويت نحو دولة دينية تمارس التمييز وفرض العقائد (الخاصة) على الجميع ، عبر ترويجهم لخطاب كراهية بغيض وتحريض علني سافر يصل إلى التحريض على القمع والقتل ضد كل من اختلف مع معتقداتهم ، بل وحتى مع من يجدون للتحريض ضده سبيلاً في قول يتفق ومعتقداتهم ، مما يجعلنا على يقين إن ما يردونه هو طمس المذاهب التي يختلفون معها عبر أي وسيلة كانت حتى وإن تضمنت الكذب والخداع والمكر مستغلين الكم الهائل من التعصب الذي زرعوه في النفوس ، وهذا ما يعد انقضاضا على الدولة المدنية حتى قبل اكتمال بنيانها .

فعلى المتأسلمين الانتباه فالكويت دولة ديمقراطية مدنية شاءوا أم أبوا ، وحقوقهم فهيا مساوية لحقوق غيرهم ، فحقهم في التعبير عن عقائدهم مساوٍ لحق غيرهم، وإن فرض القانون بعض القيود الطائفية على من يختلف مع الجوقة ، واستغلت الدولة المال العام للترويج لعقائدهم تحت ضغطهم أو من غيره ، فهذه حالات متطفلة على الدولة المدنية، ولا يمكن للدولة أن تقوم إلا بعد أن تزيل هذه الشوائب الشاذة ، وإلى ذلك الحين يحق للجميع التعبير عن عقائده وآراءه وممارسة شعائره في حدود القانون ( وإن كره الطائفيون ) ، وينبغي على الدولة أن لا ترضخ لهؤلاء .. لتبقى لها هيبة الدولة لا عصبية الطائفة التي ستحرق الدولة عاجلا أو أجلا !!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق