الثلاثاء، 2 أبريل 2013

عبد الله النفيسي والوجه الآخر ..!!


عبد الله النفيسي والوجه الآخر ..!!

أثارت كلمة عبد الله النفيسي في ديوان النائب السابق حسين براك المطيري زوبعة من النقد والامتعاض وتعالت أصوات المطالبة بتطبيق القانون عليه ، مع إنها ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها بلغة تخويف السنة من شيعة الكويت خصوصا والخليج عموما والمصحوبة بتحذيره من خطر إيران وادعاءاته المتزايدة بتخوين الشيعة ، ومع أن النفيسي نفسه وبزعمه كان مقربا من النظام الإيراني ( وأقرب من أي خليج آخر ) ولا ندري إن كان هذا التخويف من قوة إيران والشيعة مخططا إيرانيا يقوم هو بتنفيذه لإشعال الطائفية في الخليج، مما يضعف الدول الخليجية عموما عن صد أي هجوم إيراني مزعوم أو كان هذا مخططا لجهة أخرى، أو كان الواقع غير ذلك ؟ والله أعلم ببواطن الأمور.

ولكن الأهم من تحذيره وتخويفه وتخوينه ومحاكمته ومحاسبته ، هو ما انكشف خلف كلام عبد الله النفيسي من وجه قذر للمعارضة الداعية للحوار ( الوطني ) ، فهذه المعارضة التي تريد محاورة مختلف مكونات المجتمع ومنهم الشيعة ، بدأت خطواتها بتقديم دعاة التخوين والإقصاء والازدراء ، ثم ثنت بالتصفيق والتصديق لما قيل ، ثم بالدفاع عنه وهو يواجه ( خبر تقديم شكوى ضده ) ، فهل هذه المعرضة أهل للثقة في قيادة هذا الوطن وقد رضيت إما بدفاعها أو سكوتها عما قاله النفيسي ؟ وطبعا ليس كل أفراد المعارضة رضوا بأقواله ولكن شر الأغلب يعم على خير الأقلية ، فاستنكار كلامه كان حالة شاذة ، ولا يمكن اعتبار الحالات الشاذة قاعدة نبني عليها ، كما لا مجال للاعتداد بكلام من استنكر بعد رفع الشكوى من الداخلية ضده .

ولنا أيضا أن نتساءل هنا ، لماذا حكومتنا دائما ترضخ للصوت العالي سواء كان عاقلا أو متهورا ولا تبادر بنفسها للحفاظ على الوحدة الوطنية ( قربة لله والوطن ) ؟

فهذه ليست المرة الأولى التي يتكلم فيها النفيسي عن الشيعة وعن الحكم ، ومع ذلك ترك له المجال ليشطح حيثما شاء دون رادع، وفي هذه الواقعة تكلم بعض النواب أخيراً ( نواب مجلس الصوت الواحد ) ، فتحركت الحكومة بأجهزتها الأمنية لتقوم بدورها بعد طول غياب وبعد أن شارك بالجرم العشرات بل المئات والذين ستتغاضى عنهم الحكومة أو عن أغلبهم حفاظا على النسيج الاجتماعي واستقراره ، وعلى أي حال يجب على الحكومة أن تعتبر نفسها حكومة وتقوم بدور الحكومة (من نفسها) ، قبل أن نرى تبعات ذاك الكلام الطائفي مكتوبة بالدماء على شوارع الكويت !

وأما الأغرب من كلام النفيسي ومواقف نواب المعارضة والحكومة ، هو استنكار بعض الشيعة الرد على النفيسي على اعتبار أن كلامه كان طائفيا ولا يرد عليه إلا طائفي متكسب من الطائفية ، فبالله هل هذا منطق عاقل ؟

وهل المطلوب أن نسكت عن كل من يتطاول على مذهبنا حتى نثبت وطنيتنا ؟

يا سيدي الفاضل أيها الناقد (الشيعي) السلبي أعذرني، ولكن لا بد أن تواجه الحقيقة، فأنت مريض يا سيدي ومصاب بفوبيا الطائفية ، تشعر بنقص وطني تكمله بدعاوي الوطنية التي لا تحمل من ريح الوطنية شيء ، بل أنت طرف في اللعبة الطائفية تمزيق اللحمة الوطنية بسكوتك ومحاولتك منع المتصدين لهذا النشاز الذي يتفنن بتمزيق الوطن ، وأرجو أن تتذكر مواقفك عندما تستمر الطائفية بالنمو وتمر سكينها على رقاب أحبتك !!

فراس خورشيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق