مسؤوليتنا الوطنية وطبقات المرشحين الثلاث
لاشك إننا نرنوا مستقبلا يشرق بالأمل ، لنرى بلادنا تزدهر ، لاشك إننا مللنا التخلف وخيبة الأمل ، لاشك إننا نريد لكويتنا الأفضل ، فقد مررنا بأيام عصيبة على أغلب الأصعدة ، واختلطت خيوط الظلمة بأشعة الشمس أو إننا فقدنا التميز بينهما ، أياً كان فنحن كمواطنين أصحاب المسؤولية الأساسية في هذا البلد لتطوره ورقية ، وإن كانت مسئوليتنا ليست مباشرة ولكنها مؤثرة ألسنا مصدر السلطات ، أليس مجلس الأمة هو ذراعنا الذي استطاع يوما عزل أمير وتعين آخر ، ولنا عبره سلطة الرقابة والتشريع والمحاسبة السياسية ، إذن الخلل منا والضرر علينا ، والإصلاح يبدأ منا ليعود بالنفع علينا .
تبدأ مشكلتنا في الإختيار دائما ، وغالبنا ما نعرف الأشخاص الصالحين ، ولكن يحول بيننا وبين إيصالهم لمجلس الأمة أمور أبرزها ضعفهم ، فهذا الأصلح ضعيف وذاك الصالح ضعيف ، وغالبا تحترق كثير من الأصوات ليأخذ أحدهم مركز متقدما بفرق شاسع ، ويخسر الكثير من الصالحين .
ولا أعتقد إن هناك خلاف كبير بين الناخبين ، إن فوز الأفضل مهم ، ولكن إن لم يمكن فوز الأفضل لماذا ندع الأسوأ هو الذي يفوز ويصل لقبة البرلمان ليمثلنا ؟
ولماذا لا ننتقل من الأفضل إلى التالي له بالفضل وهكذا ؟
فهناك معيارين أساسيين في هذا المضمار ، أن يكون المرشح ذو فضل ، وأن تكون هناك إمكانية لفوزه حتى لا يحرق الأصوات على التالين له بالفضل فنخسر الجميع .
وعلينا كلنا أن نفكر بوصول الكفاءات التي نريدها ، ولذلك يمكن أن نقسم المرشحين من الذين نقبلهم أو نرى بهم الفضل على غيرهم إلى ثلاث أقسام :
الأول : المرشحين الذين يضمنون فوزهم أو هناك احتمال عالي جدا لفوزهم ، سواء كان ذلك لمحبوبيتهم العالية وقوة قواعدهم وقبولهم عند أبناء الدائرة ، أو لكونهم مرتبطين بتجمعات وأحزاب لها قواعد تؤهل مرشحيها للفوز .
والقسم الثاني هم أولئك الأفاضل الذين لهم قاعدة جيدة ويقتربون من دائرة الفوز ويحمون حولها .
والقسم الثالث : هم أولئك الأعزاء الذين يمكن أن نحبهم ونريد أن نرضيهم أو نريد أن نبرزهم ولكن المتوقع لهم وقت التقييم عدم إمكانية فوزهم ، فغالبا قواعدهم محدودة ، والضغوط ضدهم قوية وفعلهم مقابلها ضعيف ، فتكون خسارتهم مسلمة أو شبه مسلمة .
وهكذا نجد صوتين "محروقين" أو قل ضائعين ، أحدهما الصوت الذي يعطيه الناخب للقسم الثالث من المرشحين الذين نقطع بعدم تمكنهم من الوصول للمجلس ، فالأفضل من أن نرضي أحباءنا من هذا القسم بصوت ، هو أن ينسحب المرشح حفاظا على أصواتنا من الضياع ، ولتمكين غيره من ذوي الكفاءة ، والصوت الآخر الضائع هو الصوت الذي يعطيه الناخب لرفع مرتبة المرشح الذي ضمن أو شبه ضمن فوزه بمرتبة متأخرة ، فيعطى الصوت ليس ليفوز بل ليصل لمرتبة متقدمة ، ولعل الفرق في بعض الأحيان بين جعل بعض المرشحين في المرتبة الخامسة وترقيته للمرتبة الأولى كفيل بفوز مرشح آخر ذو كفاءة ، فماذا لو تكرر هذا الوضع مع أكثر من مرشح ، ألا نخسر نحن كمواطنين نائب كفء آخر أو أكثر ؟
أما القسم الثاني من المرشحين فهؤلاء الصوت فيهم ذو فائدة فاحتمالية الفوز بعد استثناء الأولين تكون عالية ، وإن فاز بعضهم بعدد صغيرة نسبيا ومن لم يفز منهم كان على حافة النجاح .
وأما تقيم وضع المرشح في أي مرتبة ، تارة يكون واضحاً منذ الأساس وقبل الشروع بالترشح سواء كان سلبيا أو إيجابيا ، ثم يمكن تقييمه في الأيام الأخيرة من الانتخابات آخر أسبوع تقريبا ، فيظهر المرشح الذي لم يستطع الوصول لمقبولية عالية ، وهنا على من رأى خسارته محققة أو شبه محققه أن ينسحب ليفتح المجال لغيره من الأفاضل خدمةً لما يحمل من هم وطني ، ومن ثم ليلة الانتخابات حيث تبدأ القرارت تتخذ والمتغيرات تكون أقل ، والأهم يوم الانتخابات وقبل إقفال الصناديق حيث يظهر من وصل لمرحلة الآمان ومن صار بعيدا جدا عن جبر نقص الأصوات عنده ، كما يظهر من يحتاج القليل من الدعم ليصل للقبة البرلمان .
أما السؤال الأهم والأصعب إجابة وتطبيقاً : من هو القادر على التقييم في اليوم الأخير وفق ما تقدم ؟
إن كان المرشح أو النائب إنسان وطني نزيه ويريد الخير للكويت ، عليه أن يكون صادقاً مع نفسه وغيره ويخرج من دائرة الأنانية في اللحظات الحساسة الحاسمة ، ويكشف المعلومات ولو في وقت متأخر حتى يساعد غيره ، وإلا عليه – وعليهم كمجمل المرشحين - تحمل النتيجة المرتبة على أراء الناخبين والمراقبين التي تحاول استشفاف الواقع عبر الظواهر من كلمات وأحداث وسلوكيات في ذك اليوم ، حتى تكون مخرجاتنا كأفضل ما يمكننا لكويت تشرق بمستقبل مزدهر .