السبت، 31 ديسمبر 2011

مسؤوليتنا الوطنية وطبقات المرشحين الثلاث


مسؤوليتنا الوطنية وطبقات المرشحين الثلاث

لاشك إننا نرنوا مستقبلا يشرق بالأمل ، لنرى بلادنا تزدهر ، لاشك إننا مللنا التخلف وخيبة الأمل ، لاشك إننا نريد لكويتنا الأفضل ، فقد مررنا بأيام عصيبة على أغلب الأصعدة ، واختلطت خيوط الظلمة بأشعة الشمس أو إننا فقدنا التميز بينهما ، أياً كان فنحن كمواطنين أصحاب المسؤولية الأساسية في هذا البلد لتطوره ورقية ، وإن كانت مسئوليتنا ليست مباشرة ولكنها مؤثرة ألسنا مصدر السلطات ، أليس مجلس الأمة هو ذراعنا الذي استطاع يوما عزل أمير وتعين آخر ، ولنا عبره سلطة الرقابة والتشريع والمحاسبة السياسية ، إذن الخلل منا والضرر علينا ، والإصلاح يبدأ منا ليعود بالنفع علينا .

تبدأ مشكلتنا في الإختيار دائما ، وغالبنا ما نعرف الأشخاص الصالحين ، ولكن يحول بيننا وبين إيصالهم لمجلس الأمة أمور أبرزها ضعفهم ، فهذا الأصلح ضعيف وذاك الصالح ضعيف ، وغالبا تحترق كثير من الأصوات ليأخذ أحدهم مركز متقدما بفرق شاسع ، ويخسر الكثير من الصالحين .

ولا أعتقد إن هناك خلاف كبير بين الناخبين ، إن فوز الأفضل مهم ، ولكن إن لم يمكن فوز الأفضل لماذا ندع الأسوأ هو الذي يفوز ويصل لقبة البرلمان ليمثلنا ؟

ولماذا لا ننتقل من الأفضل إلى التالي له بالفضل وهكذا ؟

فهناك معيارين أساسيين في هذا المضمار ، أن يكون المرشح ذو فضل ، وأن تكون هناك إمكانية لفوزه حتى لا يحرق الأصوات على التالين له بالفضل فنخسر الجميع .

وعلينا كلنا أن نفكر بوصول الكفاءات التي نريدها ، ولذلك يمكن أن نقسم المرشحين من الذين نقبلهم أو نرى بهم الفضل على غيرهم إلى ثلاث أقسام :
الأول : المرشحين الذين يضمنون فوزهم أو هناك احتمال عالي جدا لفوزهم ، سواء كان ذلك لمحبوبيتهم العالية وقوة قواعدهم وقبولهم عند أبناء الدائرة ، أو لكونهم مرتبطين بتجمعات وأحزاب لها قواعد تؤهل مرشحيها للفوز .
والقسم الثاني هم أولئك الأفاضل الذين لهم قاعدة جيدة ويقتربون من دائرة الفوز ويحمون حولها .
والقسم الثالث : هم أولئك الأعزاء الذين يمكن أن نحبهم ونريد أن نرضيهم أو نريد أن نبرزهم ولكن المتوقع لهم وقت التقييم عدم إمكانية فوزهم ، فغالبا قواعدهم محدودة ، والضغوط ضدهم قوية وفعلهم مقابلها ضعيف ، فتكون خسارتهم مسلمة أو شبه مسلمة .
وهكذا نجد صوتين "محروقين" أو قل ضائعين ، أحدهما الصوت الذي يعطيه الناخب للقسم الثالث من المرشحين الذين نقطع بعدم تمكنهم من الوصول للمجلس ، فالأفضل من أن نرضي أحباءنا من هذا القسم بصوت ، هو أن ينسحب المرشح حفاظا على أصواتنا من الضياع ، ولتمكين غيره من ذوي الكفاءة ، والصوت الآخر الضائع هو الصوت الذي يعطيه الناخب لرفع مرتبة المرشح الذي ضمن أو شبه ضمن فوزه بمرتبة متأخرة ، فيعطى الصوت ليس ليفوز بل ليصل لمرتبة متقدمة ، ولعل الفرق في بعض الأحيان بين جعل بعض المرشحين في المرتبة الخامسة وترقيته للمرتبة الأولى كفيل بفوز مرشح آخر ذو كفاءة ، فماذا لو تكرر هذا الوضع مع أكثر من مرشح ، ألا نخسر نحن كمواطنين نائب كفء آخر أو أكثر ؟
أما القسم الثاني من المرشحين فهؤلاء الصوت فيهم ذو فائدة فاحتمالية الفوز بعد استثناء الأولين تكون عالية ، وإن فاز بعضهم بعدد صغيرة نسبيا ومن لم يفز منهم كان على حافة النجاح .
وأما تقيم وضع المرشح في أي مرتبة ، تارة يكون واضحاً منذ الأساس وقبل الشروع بالترشح سواء كان سلبيا أو إيجابيا ، ثم يمكن تقييمه في الأيام الأخيرة من الانتخابات آخر أسبوع تقريبا ، فيظهر المرشح الذي لم يستطع الوصول لمقبولية عالية ، وهنا على من رأى خسارته محققة أو شبه محققه أن ينسحب ليفتح المجال لغيره من الأفاضل خدمةً لما يحمل من هم وطني ، ومن ثم ليلة الانتخابات حيث تبدأ القرارت تتخذ والمتغيرات تكون أقل ، والأهم يوم الانتخابات وقبل إقفال الصناديق حيث يظهر من وصل لمرحلة الآمان ومن صار بعيدا جدا عن جبر نقص الأصوات عنده ، كما يظهر من يحتاج القليل من الدعم ليصل للقبة البرلمان .
أما السؤال الأهم والأصعب إجابة وتطبيقاً : من هو القادر على التقييم في اليوم الأخير وفق ما تقدم ؟
إن كان المرشح أو النائب إنسان وطني نزيه ويريد الخير للكويت ، عليه أن يكون صادقاً مع نفسه وغيره ويخرج من دائرة الأنانية في اللحظات الحساسة الحاسمة ، ويكشف المعلومات ولو في وقت متأخر حتى يساعد غيره ، وإلا عليه – وعليهم كمجمل المرشحين - تحمل النتيجة المرتبة على أراء الناخبين والمراقبين التي تحاول استشفاف الواقع عبر الظواهر من كلمات وأحداث وسلوكيات في ذك اليوم ، حتى تكون مخرجاتنا كأفضل ما يمكننا لكويت تشرق بمستقبل مزدهر  .






الجمعة، 23 ديسمبر 2011

حكاية ابنة البواب ... (قصة قصيرة)



حكاية ابنة البواب 

وقفت أنتظر المصعد ، فأتت الطفلة إلى جانبي واقفة تنتظره معي ، حين وصل ، فتحت الباب فدلفت إليه قبلي ، مددت يدي أضغط على الطابق الذي أريد ، فسألتها عن مرامها ، كانت قد رفعت يدها علياً تضغط على الزر الموصل إليه وهي تخبرني ، أنه فوقي بطابقين .


تأملتها فهي كما رأيتها منذ أيام ، حافية القدمين ، متسخة الوجه واليدين ، وطبعا جمعت رجلاها أوساخ البناية والشارع الموصل للدكان ، حين رأيتها أول مرة كان في بداية سكناي في هذه الشقة ، فقد سألني البواب إن كنت أريد شيئاً من الخارج ، فطلبت منه أربع قنانٍ من الماء وعلبة من الشاي ، وأعطيته النقود .

سمعته حينها يأمر فتاة بإحضار الطلبات ، بعدها بقليل أتت هذه الصغيرة بجديلتيها التي هربت منها شعراتٌ حزينة لتحكي هوان الفاقة وذل الأيام ، وعينيها اللتين لم تستيقظا من النوم بعد ، وهي محملة بالطلبات ، تأملت الأب والطفلة ، يا لقسوته ، كيف يحمل طفلة لا تتجاوز بحال السادسة من عمرها هذه الأثقال .

وها هي أمامي ثانية ، تخطو بحلتها الخَلِقة ، صاعدة لتُنزل معها أعباء الحياة ، سألتها مستفهماً مداعباً :
-         كم عمرك يا صغيرتي ؟
-         أحد عشر سنة ! .
ذهلت وقلت :
-         ما شاء الله كبيرة ، لا يظهر عليك .

تبسمت فرحاُ ، وتبسمت لها أساً ، وتوقف بنا المصعد لأخرج ، وتكمل هي طريقها للأعلى ، حيث ستعاود النزول إلى أسفل الدرج ، ولن تصعد إلا جوازاً لتعاود الهبوط ، تألمت لضآلة جسدها الهزيل ، الذي يُتنهك في كل ساعة بأعمال المترفين الشاقة على تلك البنية الذابلة ، ومن يدري إن لم يجد من يرحمه ، هل تنتهك حرماته بعد أيام أو شهور حين تتفجر منه مفاتن الصِبا ؟

عندما خرجت من ذاك المنزل ، ترقبها قلبي فوجدها ، مددت لها ببعض القطع النقدية ، أصررت أن تذهب لتصرفها الآن ، محاولاً بذلك مداعبة آخر خصلات طفولتها .

الأحد، 4 ديسمبر 2011

دستور يا مطرقة دستور ...

دستور يا مطرقة دستور

" أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا للوطن وللأمير وأن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأؤدي أعمالي بالأمانة والصدق " هذا هو القسم الذي يؤديه عضو مجلس الأمة كي يتولى أعماله وفق المادة 91 من الدستور ، وبإطلالة سريعة على كلماته نعي الدور العام الذي يجب أن يقوم به النائب بما ينطوي عليه من مبادئ وأخلاقيات تحفظ النظام العام للدولة وحقوق المواطنين ، ولكن كم نائب حنث بهذا القسم ، وهل علينا كمواطنين محاسبة النواب على عدم التزامهم بقسمهم ؟

تحت ذريعة تلك المفاهيم الحقوقية الدستورية ولدت الأزمات المتعاقبة على الكويت في الفترة الأخيرة ، كما ولدت الكثير من المواقف التي امتزج بها الخبيث بالطيب ، وضاعت خارطة الحقوق بين الشعارات والمواقف والممارسات ، واختلط الحابل بالنابل ودخلت أكثر من عقدة في منشار يفترض أن يشق الطريق لغد أفضل ، كما ضاعت المبادئ أو على الأقل لم نعد نميز من يتحرك وفق المبادئ الإنسانية الحقوقية العامة ومن يمتطيها لخدمة مصالحه أو فرض أيديولوجيته بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة .

فالحراك الذي حاول البعض إظهاره على إنه شبابي وهو نيابي برتبة وحزبي بأخرى ، فقد امتطى "الرموز" تحت عنوانه "الحراك الشبابي" كل الوسائل المتوفرة لتحقيق أغراضهم كما عقدت تحت نفس العنوان بعض الصفقات السياسية ، وهناك من كان يصفي حساباته مع سمو رئيس الوزراء السابق من على نفسه الصهوة ، وكل الأطراف تعتقد إنها بالنهاية سوف تفوز بفرض سيطرتها على السلطة في الكويت ، وهذا ما سيولد خلافا جديدا وكبيرا بين خصوم الأمس أصحاب اليوم ليعودوا أعداء حربيين في المستقبل .

وما ممارسات بعض النواب المتناقضة بين تحقير الدستور والقانون والوصاية على الحريات وقمعها في مواقف ، واحترمهما والذود عنهما في أخرى ، إلا صورة تبين مدى بعد هؤلاء عن البر بقسمهم ، والكلام نفسه يجري على المعارضين الجدد ، فهم بين الشعارات الرنانة والممارسات المختلة ، فالأصوات تعلوا وتنخفض وفق المصالح لا المبادئ ، وما "مطرقة" الرئيس إلا صورة تبين مدى الاستخفاف بالدستور والقانون ، فهناك أصوات علت مفتخرة بقدراتها الجسدية على فرض ما لم يستطيعوا فرضه عبر صناديق الاقتراع واستباحة مجلس الأمة بالقوة والكثرة كنوع من انواع الديكتاتورية والاستبداد بالقرار ولكن من مجموعة من الشعب لا من الحاكم ،وبين تسخيف لقوانين وفرض مفاهيم كاقتحام المقرات المقفلة وان لزم الاعتداء على رجال الأمن ، وسرقة الأموال عامة والخاصة بهدف الاستخفاف وغيرها يراد لها أن تكون مفاهيم وممارسات سياسية ، وبين التصفيات والمصالح والحركات القبلية والطائفية، تطور الحراك الوطني عند آخرين بنفس القوة لأهداف ومطالب حقوقية نزيهة ، ولكن بفقدانهم الغطاء النزيه فانطووا تحت الممارسات اللا أخلاقية الممجوجة للمعارضة الجديدة بشكل مباشر أو غير مباشر ، ليكونوا من غير قصد معاول هدم بيد الوصوليين .

فالفساد لن تقضي عليه معارضة أفسد من الحكومة بلا مبادئ ولا أهداف واضحة تمتطي القبلية والطائفية وتدس سمومها بعسل الوطنية لتمزق البلد وتفوز بما تريد وان "لجت" الشارع بالشعارات الوطنية الرنانة ، فنحن بحاجة ماسة وشديد لاصطفاف معارضي وطني جديد ونزيه ، يضع ميثاقا لمبادئ وأهداف إنسانية واضحة لا يحيد عنها يمكنها جمع كل وطني وإن أبعدت كل وصولي وكل متطرف ، حتى نعبر بالكويت من عنق الزجاجة التي طال أمد انحشارها فيها .

خربشة :
نبارك للنائبين أبورمية والبراك تكليف سمو الشيخ جابر المبارك رئيسا للوزراء !!