السبت، 13 أغسطس 2011

النفاق الإنساني بين سوريا والبحرين ((كاملة))

((المقالة كاملة دون تدخل مقص الرقيب))


النفاق الإنساني بين سوريا والبحرين

رائعة هي المبادئ الإنسانية التي تُقَوِّم العالم اليوم تحت مظلة الأمم المتحدة سياسيا ، وبيد بني أدم إنسانياً وفكرياً ، ولكن قبيح أن تستغل المبادئ بنفاق سياسي وانحطاط أخلاقي واضح لمآرب أخرى .

فلا نختلف في حقوق الشعوب الإنسانية الأساسية ومنها حق تقرير مصيرها ، وإن اختلفنا سياسياً بفهم بعض المعطيات أو قبول بعض المقومات والأهداف لتحركات الشعوب أو رفضها ، وهذه الحقوق تشترك فيها جميع الشعوب ومنها الشعب الكويتي والبحريني والسعودي واليمني وليبي والسوري والمصري ، ولكن أن تأتي بعض الشراذم لتستفيد من دماء الشعوب وتتسلق عليها فهذا أمر غير مقبول بتاتاً .

ففي التجمع الذي أقيم أمام السفارة السورية يوم الثلاثاء ، رأينا بعض الأشخاص من الفئة التي حرمة الخروج على مبارك ، والذين أنكروا حقوق الشعب البحريني ، واعترضوا على إرسال الكويت لقافلة طبية لمساعدة شعب كشفت التقارير الدولية والإعلامية حقائق ما يتعرض إليه من إبادة ، ومنها تقرير الCNN وتقرير الجزيرة الإنجليزية الذي أثار جدلاً واسعاً ، والمصيبة أنهم فرحوا علنا بردها مستهزئين مع أنها مرسلة بأمر سامي ، وطالبوا بإرسال قوات تساهم في قمع الشعب البحريني .

ليظهروا فجأة راكبي موجة إنسانية عوراء بدأت قبل الثورة السورية كما صرح أحدهم ، بالمطالبة بحقوق الشعب السوري والانتصار لدمه حتى قبل أن تراق قطرة دم ، وعندما أريق الدم بان فرح الانتصار بإنسانية عرجاء ، سمعنا عن نفاق ديني وسياسي ولكن أول مرة أرى نفاقا إنسانياً لطخت يمناه بدماء أبرياء ، وبيسراه يدعي مسح رؤوس الأيتام ، وما اختلافهم إلا من منطلق طائفي ظهر من خلال الشعارات الطائفية التي تبنوها إضافة إلى اختلاف المواقف .

ومن كان هذا ديدنه لا يُستغرب منه شعارات يعف اللسان عن ذكرها ، أجمع العقلاء على إنها منحطة ، أفقدت التجمع الأنفاس الإنسانية والأخلاقية والإسلامية التي كان يفترض أن يتحلى بها ، ومن المفارقات أن أحدهم طالب الحضور بالهدوء ثم قال لنوجه رسالة راقية ، ولا أدري كيف ستكون الرسالة الواطية إن كانت هذه راقية ؟!! .
فكانت رسالة غير موفقة أضرت بالشعب السوري وبمناصريه من العقلاء أكثر مما نفعت .
وأما حكومتنا الموقرة فلها مواقف غريبة لم نتمنى أن تصدر عنها ، فهي من جانب شددت على أن لا يخرج أحد لدعم الشعب البحريني وقضيته ولو بتمجع سلمي صامت ، ومن جهة أخرى سمحت بالتجمعات رأينا مستواها من أجل سوريا .

ومن جهة أخرى كان لها تحت قيادة صاحب السمو مبادرات طيبة منها حل الأزمات الخليجية الأخيرة ، وإرسال وفد من قبل سموه لحل الأزمة البحرينية ، وإرسال القافلة الطبية الإنسانية للبحرين ، والاكتفاء بإرسال قوات دفاع بحرية للبحرين فحين أريد منها إرسال قوات أمنية ، وإن تحفظنا على قانونية إرسال أي قوة دفاعية دون إعلان حالة حرب دفاعية .

إلا إنها في الشأن السوري فقدت زمام المبادرة الإنسانية ، وسارت بتبعية دبلماسية تفقد قرارها هيبته وسيادته ، فالسعودية استدعت السفير للتشاور فاستدعت الكويت السفير للتشاور فوراً ، فهل هو فرض لفدرالية "طبطبائية" أم فقدان للرؤية السياسية والدبلوماسية ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق