((المقالة كاملة دون تدخل مقص الرقيب))
النفاق الإنساني بين سوريا والبحرين
رائعة هي المبادئ الإنسانية التي تُقَوِّم العالم اليوم تحت مظلة الأمم المتحدة سياسيا ، وبيد بني أدم إنسانياً وفكرياً ، ولكن قبيح أن تستغل المبادئ بنفاق سياسي وانحطاط أخلاقي واضح لمآرب أخرى .
فلا نختلف في حقوق الشعوب الإنسانية الأساسية ومنها حق تقرير مصيرها ، وإن اختلفنا سياسياً بفهم بعض المعطيات أو قبول بعض المقومات والأهداف لتحركات الشعوب أو رفضها ، وهذه الحقوق تشترك فيها جميع الشعوب ومنها الشعب الكويتي والبحريني والسعودي واليمني وليبي والسوري والمصري ، ولكن أن تأتي بعض الشراذم لتستفيد من دماء الشعوب وتتسلق عليها فهذا أمر غير مقبول بتاتاً .
ففي التجمع الذي أقيم أمام السفارة السورية يوم الثلاثاء ، رأينا بعض الأشخاص من الفئة التي حرمة الخروج على مبارك ، والذين أنكروا حقوق الشعب البحريني ، واعترضوا على إرسال الكويت لقافلة طبية لمساعدة شعب كشفت التقارير الدولية والإعلامية حقائق ما يتعرض إليه من إبادة ، ومنها تقرير الCNN وتقرير الجزيرة الإنجليزية الذي أثار جدلاً واسعاً ، والمصيبة أنهم فرحوا علنا بردها مستهزئين مع أنها مرسلة بأمر سامي ، وطالبوا بإرسال قوات تساهم في قمع الشعب البحريني .
ليظهروا فجأة راكبي موجة إنسانية عوراء بدأت قبل الثورة السورية كما صرح أحدهم ، بالمطالبة بحقوق الشعب السوري والانتصار لدمه حتى قبل أن تراق قطرة دم ، وعندما أريق الدم بان فرح الانتصار بإنسانية عرجاء ، سمعنا عن نفاق ديني وسياسي ولكن أول مرة أرى نفاقا إنسانياً لطخت يمناه بدماء أبرياء ، وبيسراه يدعي مسح رؤوس الأيتام ، وما اختلافهم إلا من منطلق طائفي ظهر من خلال الشعارات الطائفية التي تبنوها إضافة إلى اختلاف المواقف .
ومن كان هذا ديدنه لا يُستغرب منه شعارات يعف اللسان عن ذكرها ، أجمع العقلاء على إنها منحطة ، أفقدت التجمع الأنفاس الإنسانية والأخلاقية والإسلامية التي كان يفترض أن يتحلى بها ، ومن المفارقات أن أحدهم طالب الحضور بالهدوء ثم قال لنوجه رسالة راقية ، ولا أدري كيف ستكون الرسالة الواطية إن كانت هذه راقية ؟!! .
فكانت رسالة غير موفقة أضرت بالشعب السوري وبمناصريه من العقلاء أكثر مما نفعت .
وأما حكومتنا الموقرة فلها مواقف غريبة لم نتمنى أن تصدر عنها ، فهي من جانب شددت على أن لا يخرج أحد لدعم الشعب البحريني وقضيته ولو بتمجع سلمي صامت ، ومن جهة أخرى سمحت بالتجمعات رأينا مستواها من أجل سوريا .
ومن جهة أخرى كان لها تحت قيادة صاحب السمو مبادرات طيبة منها حل الأزمات الخليجية الأخيرة ، وإرسال وفد من قبل سموه لحل الأزمة البحرينية ، وإرسال القافلة الطبية الإنسانية للبحرين ، والاكتفاء بإرسال قوات دفاع بحرية للبحرين فحين أريد منها إرسال قوات أمنية ، وإن تحفظنا على قانونية إرسال أي قوة دفاعية دون إعلان حالة حرب دفاعية .
إلا إنها في الشأن السوري فقدت زمام المبادرة الإنسانية ، وسارت بتبعية دبلماسية تفقد قرارها هيبته وسيادته ، فالسعودية استدعت السفير للتشاور فاستدعت الكويت السفير للتشاور فوراً ، فهل هو فرض لفدرالية "طبطبائية" أم فقدان للرؤية السياسية والدبلوماسية ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق