الأربعاء، 8 يونيو 2011

هي ((أُم ...)) و هو .... ! (قصة قصيرة)


هي ((أُم ...)) و هو .... !
استيقظت بفزعٍ على بكاء صغيرها ، أخذتها سِنة فلم ترضعه ، سارعت بعينها الناعسة ترضعه ، و تناولت دفاتر شقيقه تراجع حل فروضه المدرسية ، ابتسمت في تثائبها على جودة فعل ثمرها .

تركته بعد الرضاع مستيقظاً وهمت إلى إخوته توقظهم ، " هيا وقت المدرسة استيقظوا .. هيا يا حلا ... قم يا خالد .. يا هاشم دعك من الكسل .." ، وما إن استيقظ الأول ذهبت لأخته تتأكد من يقظتها وعادت إليه لتجد خالدها غط بالنوم ، أيقظته ودارت بين الثلاث إلى أن اطمئن قلبها .

ذهبت تعد إفطارهم  ثم عادت إليهم تدقق ثيابهم وحقائبهم ، ثم عرجت على رضيعها لفته بقماطه نائماً ، لتحمله معها وهي تستحث صغارها صائحة بهم : " هيا بسرعة .. بسرعة ... لا نريد التأخر " .

ركبوا معها السيارة وقبل أن توصلهم لمدارسهم وقفت بهم على محل بقالة ليتزودوا بما لذ وطاب لهذا اليوم الدراسي الطويل ، وتأكدت من دخولهم مدارسهم واحداً تلو أخيه .
عادت إلى بيتها وبدأت بأعمالها المعتادة ، ترتيب الصالة وغسل أواني الإفطار وبقايا الأمس ، ومهاتفة والدتها ، للتجاذب معها تفاصيل حياتها و تستلهم من خبرتها بالطهي ما يلذ معه طعامها ، إلى أن قاطعها صوت رضيعها ، فسارعت إليه تغسله فترضعه ، لتحمله معها إلى السوق المركزي تتبضع حاجيات المنزل ، وهناك صادفتها صديقة دراسة فأخذت معها نصف ساعة من السؤال عن الأحوال واسترجاع لذكرياتٍ تبسم الثغور لحلوها ومرها ، لتكمل بعدها تسوقها في السوق و تنتقل للجزار تنتقي حاجتهم من اللحم .

وفي طريق عودها ، عرجت على المصرف تنجز معاملة ، وهناك التقت ابن خالتها صديق الطفولة والصبا ، استقبلها بابتسامة مودة ردتها بابتسامة عريضة تعكس مدى سرورها بلقياه ، فأتبعتها بسيلٍ جارفٍ من الأسئلة ، عن زوجته و أبناءه و عملة ، لم يجب كل أسئلتها ، فقد استأذنها لارتباطه بموعد عمل مستعجل ، فابتسمت بخجل ، والتفتت إلى كثرة أسئلتها وكلامها ، لكنها بقيت مسرورة بهذا اللقاء.
عادت إلى البيت ثانية ، لتبدأ بإعداد ما ستطهو و وضعت اللحم على النار ، ثم ذهبت لوضع الثياب في الغسالة ، وهي تبتسم لهذا الاختراع المريح حين مرت بخيالها الصورة النمطية للطريقة القديمة لغسل الثياب ، ثم ذهبت لِـكَي كومة أخرى من الثياب ، وهي تتساءل : كيف كن أمهات زمان ينجزن كل هذه الأمور بدون أجهزة حديثة تساعدهن ؟.
"ياه نسيت طبق الحلو " أسرعت لإعداده ، ثم عرجت على الغسالة تخرج الثياب ، ثم أكملت ما عليها كيه فوراً ، ثم عادت إلى مطبخها تكمل إعداد الطعام ، وجهزت الأطباق و السفرة ، وأخذت صغيرها مسرعة لتحضر أبناءها من مدارسهم .
وكعمل روتيني معتاد دارت على مدارسهم تلتقطهم دون أدنى تأمل ، ثم في الطريق اشترت لهم الآيسكريم ولكن على شرط أن يتركوه إلى ما بعد الغداء ، وفي الأثناء سألتهم عن يومهم و دروسهم و وبخت من شاءت على توسيخ ثيابٍ أو إهمالٍ ، إلى أن وصلوا إلى البيت .

دخلوا البيت و كالعادة أمرتهم بتبديل ثيابهم وغسل أياديهم فوراً ، وقامت هي بتجهيز الطعام ثم نادتهم .

تحلّق الأطفال حول الطعام ، نظرت إليهم ،  بحثت عيناها ، رأت رضيعها يبتسم ، فغرت فاهها ، هرولت إلى حجرتها ، وقفت أمام مرآتها رتبت شعرها تعطرت ، وبهدوءِ شديد نادت " حبيبي ... حبيبي ... " برقت عينان حمراوان ، فتراجعت خطوة "حبيبي غداءك جاهز .. نحن ننتظرك " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق