أنشر المشهد الأول فقط من مسرحية ( حظر تجول )
وآراءكم محل تقدير واعتزاز ..
وآراءكم محل تقدير واعتزاز ..
المشهد الأول :
يفتح الستار على مكان مظلم حيث المشهد ليل
يركض بعض الأشخاص بطريقة غير منتظمة و الأضواء مسلطة عليهم
أحدهم : بسرعة ..
الثاني : الوقت يمضي .
الثالث : لا تصدروا ضجيجاً فهم قادمون .
يختفي الراكضون و معهم الأضواء
يدخل عسكري بمشية شبه عسكرية و معه تبدأ الإضاءة بالانتشار بالمكان و هو
يتفقده ..
[ المكان به مباني في الأعلى منها شبابيك يستخدمها الممثلين للتحدث من
الداخل ]
الشرطي : جيد جيد .. لا يوجد أحد هنا .. حي ملتزم هادئ ..
[صوت مأمأة خروف .. تربك الشرطي ...]
يجري و يدور في المكان يرفع اللاسلكي و هو مرتبك وخائف : سيدي .. سيدي ..
حول .. سيدي حول ..
الضابط : أسمعك حول .. ماذا هناك ..
الشرطي خائف : مأمأة ... مأمأة ...
الضابط : ماذا ؟
الشرطي : سيدي أسمع صوت مأماة ... يبدو إن هناك خروفاً بالخارج ..
الضابط : و ماذا في الأمر ؟
الشرطي بخوف و استغراب و اعتباط : ألا تجري الأحكام و القوانين عليه ..
الضابط بردة فعل مصدومة : هاه .. ماذا ... ما هذا الكلام ؟ .. لا أدري ..
انتظر سوف أرفع الأمر للقيادة وأوافيك بالنتيجة .
يحاول ضبط نفسه و الاعتدال في مشيته .... و يكمل جولته ..
صوت 1 (هائم) : شرطي شرطي ..
الشرطي يتلفت .
هائم : يا شرطي .
الشرطي يخرج سلاحه و يتأهب : من ؟ من ؟
هائم: هدئ من روعك يا غافق ..
الشرطي بعصبية : من أنت و ماذا تريد ؟ ... كيف تعرفني... ؟.. أين أنت ..
أين أنت ؟
هائم: يا غافق يا بن أليسا .. لا تعرف صوتي ..
الشرطي بغضب : أليسا ؟ .. أمي ... من أنت ..
هائم : أنا ابن خالتك يا تنكة الزيت ...[ يخرج من أحد أشبابيك ]
الشرطي يضحك : تنكة الزيت .. أنت هائم هائم ابن خالتي مرادم ..
هائم : أجل يا مِردم ..
تنقلب ضحكته : لا تقل عني مردم ...
هائم : بل مردم كبير .. جدا
غافق بغضب : لماذا ..
هائم : ما الذي يجري يا غافق لماذا لا ينتهي هذا الوضع ؟
غافق : لا تتدخل في ما هو أكبر منك.
هائم : أنا بن خالتك ..
غافق : أنت مواطن .
صوت ثاني "جازم" : هل الوضع أمان يا هائم .
هائم : لا تخف يا جازم .
غافق : لا تقلقل الأمن أكثر مما هو .
[ أثناء تجول الشرطي غافق ، يشاهد باباً صغيرا ، يفتحه وهو يتكلم ، فيظهر
له رجل عجوز نائما على عصاه في ما يشبه الصندوق]
هائم : يا حبيبي يا غافق يا سيد الخلان ..
غافق : من أنت يا هذا ..
هائم باستهزاء وصوت ناعس : ابن خالتك .. يا تنكة
غافق : لا أعنيك ، بل أعني هذا العجوز .
هائم وهو ينظر : دعه إنه الكناس ، يبيت هنا .
غافق : ولماذا لا يذهب لبيته انه ينتهك القانون .
هائم : لا هذا بيته ولم يقبل أن يدخل أي بيت هنا .
غافق : كيف بيته بالشارع .
هائم : انه مستأجر ، ويقول هذه قدرته .
غافق : آه وكأنه صيدٌ جيد .. يستأجر بيتا بالشارع .
هائم : دعه يا غافق فأنت فتحت بابه من دون اذن وهو هنا قبل أن أولد أو تولد
، وقائد الشرطة يعرفه ولم يعترض عليه ، فلا تفتح على نفسك باب الهوان بإيذاء هذا
العجوز .
ينظر إليه العجوز ويقول : لا نستقبل أكياس القمامة أثناء حضر التجول
[ ثم يغلق بابه على نفسه ]
غافق : عجائب
هائم : في وطننا العزيز لا تعجب من الغرائب فالعجيب هو الطبيعي عندنا و ..
[ صوت من جهاز اللاسلكي يجعل غافق مرتبكاً ]
الضابط : غافق ..
غافق بصوت مخنوق : أسكت يا هائم أسكت .
الضابط بصراخ : غافق .. حول
غافق : نعم سيدي تفضل .
الضابط : كيف حال خروفك ؟
[ يرتبك غافق ثم يمأمئ الخروف فيبتسم ]
غافق : بخير سيدي ، صوته يرد الروح ..
[ يذهب غافق ليحضر الخروف من بين البيوت و يخرج أثناء حديث الضابط و بيده
معزا ]
الضابط : يا روح أمك ... اسمع يا خروف .. أعني يا غافق... قد وصلتني قرارات
القيادة العليا مشفوعة برأي رئيس السلطة التشريعية .. إذا كان الخروف تائهاً
هائماً فيصادر لصالح الدولة بعد حرمانه من الطعام يومان عقوبة .. و إن كان مربوطاً
بالخارج فيؤخذ صاحبه و يقدم للمحاكمة بتهمة التسهيل لأعمال الشغب .. و إن كان
الخروف هارب من صاحبه أو يرعى عند مسكنه وليس بتائه يقدم للمحاكمة الميدانية ..
يعدم رمياً بالرصاص ... في حال الشك في الخروف يحول إلى معتقل السراديب و يسلم
لإدارة التحقيقات .
غافق : سيدي إنها معزا ..
الضابط : كيف ؟
غافق : معزا وليس خروف .
الضابط : يا اخرق يا أخرق كيف أخبرتني إنه خروف الآن ماذا أقول للقيادة .
غافق بارتباك : آسف سيدي آسف أنا سمعت الصوت ...
الضابط : لنجري على التيس قرارات الخروف ..
غافق : ليس تيساً إنها أنثاه ..
الضابط يضحك : أنثى أبعثها إلى مكتبي .
غافق : إنها سخله ..
الضابط : إلى ما كتبي يا تيس ..
غافق : حاضر سيدي
[ يترك اللاسلكي ثم ينادي أحد الشرطة الذي يخرج من الكواليس ]
غافق : يا شرطي جوعان ...[ يأتي ] خذها إلى الضابط .. [ يسحبها ] احملها
احملها هي لضابط يا تيس وليست لأمك ...
هائم : قمم رمم .. معزا على غنم ..
[ يضحك هو و جازم و بعض الأصوات ]
غافق : اسكتوا يا ... اسكت يا هائم و إلا شتمت خالتي ..
هائم : لما تشتمها ؟
غافق بنبرة حادة : لأنها أمك يا مواطن .. و شتم الأمهات ابريتيكول عسكري ..
هائم : طيب هدئ من روعك يا غافق يا ابن خالتي الحبيبة .
جازم : هائم اسأل ابن خالتك الحبيبة العريف غافق عن سبب الذي نحن فيه .
هائم : سمعت يا غافق ؟
غافق : أنا لم أسمع !
هائم : غافق [ بمد ] ماذا جرى في البلد ؟
غافق : لمْ يجري شيء
هائم : غافق.. لماذا قبضتم على المعزا ؟
غافق : لا أدري ..
هائم : غافق لماذا حظر التجول يا غافق .
غافق : لا أعلم .
هائم : جازم .. غافق لا يعلم .
جازم : مسكين لا يخبروه بشيء .
هائم : ولكني أظن إن هناك من سرق شيء .. ولكن من يؤكد و ابن خالتي مسكين لا
يعرف شيء و لا كأنه عسكري مطيع .
غافق وهو يكاد ينفجر : أعلم ولكن لا أخبركم .
هائم : سرقة ..
غافق و هو يهز رأسه بنطق سريع : لا .
جازم : قتل ؟
غافق : لا
هائم : انقلاب !
غافق : لا .
هائم : يبدوا أنك لا تعرف .
غافق : أعرف .
هائم : أثبت لنا ذلك .
غافق : لا
جازم : أهو أمر خطير .
غافق : جداً .
جازم يضحك : لا سرقة و لا قتل و لا انقلاب ما هو الأمر الخطير إذن !
غافق بنبرة جدية : لا أستطيع إخباركم ولكنه أمر خطير جداً .
هائم : إلى متى سوف يستمر هذا الوضع .
غافق : إلى أن يتم إلقاء القبض على المجرم .
جازم : من هو المجرم .
غافق : غير معروف .
الصوت الثالث "بديع" : إنهم يفتشون كل مكان و كل شيء .
غافق بفزع : من هذا ؟
هائم : هذا جارنا صديقنا بديع .
جازم : هل تخبرنا عن مواصفاته كي نساعد الشرطة .
غافق : لا نحتاج مساعدتكم .
بديع : أليس شعاركم الشعب في خدمة الشرطة ؟ دعونا نقوم بواجبنا و نخدمكم و
ننتهي من هذا الحظر .
غافق : لا نعرف شيء عنه و الذي يعرف هم لجنة التحقيق فقط .. أوووف لو ظفرت
بالمجرم لقطعته إرباً .
هائم : لا تعرفه و لا تعرف وصفه و لا رسمه و لا جرمه و لا مكانه و لا شكله
.. كيف سوف تقبض عليه .
غافق : الحكومة كلها تبحث عنه و سوف نجده يعني نجده .. هذه أوامر سيدي
الرئيس شخصياً .
جازم : سبع ليالي و نحن على هذا الحال ..
بديع : و الشرطة لا تعرف المجرم و لا جريمة ..
هائم : غافق .. نحن لا نشكك بكم ولكننا نستفسر فقط ..
غافق : إن لم تكفوا عن الكلام سوف أعتقلكم .
هائم : ممنوع نخرج و ممنوع نتكلم ؟ أنموت إذن ؟
غافق : إلى الجحيم . Go to hell
هائم : خالتك سوف تبكيني . و أمك أيضاً
[ ينقلب وجه غافق ]
غافق بصوت كالباك : ليبكوك أفضل من ان يبكونا معاً ... [ تنقلب حاله إلى
منفعل ] .. اخرس .. هيا لأرى عملي .
[ يغادر غافق ]
هائم : مللت هذه الحالة.. لا أدري ماذا أفعل .
جازم : الليل طويل ..
هائم : ملل ملل ..
بديع : المصيبة إن البلد كلها في حال سيء ، ولا أحد يعرف ما هو السبب ، و
إلى متى سوف يستمر ، كأننا بسجن بلا تهمه و لا مدة .
هائم : أسكت و إلا دخلنا السجن فعلاً .
اظلام ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق