جيش الأسد ( أقتلهم ) سلم سلاحك !!
ليست الطائفية أن يعتز الإنسان بمذهبه ، ولكن الطائفية
هي سلب حقوق الآخرين واستعداءهم والتحريض ضدهم بسبب مذاهبهم ، عندما تدعو لقتلي
لأني أختلف معك في المذهب فأنت الطائفي ودعواي لقتلك دفعا عن نفسي هي حق إنساني ،
دعواك لازدراء مقدساتي هي الطائفية ، وازدرائي لك في مقام الرد هي حقي الإنساني في
الرد بالمثل ، دعواك لهدم أضرحة آل البيت ومن أقدس هي الطائفية ، ودعواي لقطع يدك
وهدم رأسك عن جسدك هي حقي في الدفاع عن مذهبي ومقدساتي ، فهل فهمت ؟!
ولا نقاش في حقوق الشعوب في تقرير مصيرها بعدالة ومساواة
، وما نتمناه لأنفسنا في الكويت نتمناه لشعوب الخليج والوطن العربي والعالم كافة ،
وما نريده للبحرين نراه حقا للشعب السوري ، وحق الشعب الليبي لا يختلف عن حق الشعب
السعودي ودواليك ، ولكن حقوق الشعوب وأفرادها لها حدود تنظمها الصكوك والمواثيق
الدولية لا ينبغي تجاوزها ، فليس لأحد لا فرد ولا شعب ولا نظام حاكم أن يظلم غيره
بدعوى الحرية أو الشأن الداخلي ، فأنت لم تأخذ حقوقك إلا وفق نظام دولي يفترض أن
يكون أساسه حقوق الإنسان والعدالة والمساواة وكما قيل ( العدل أساس الحكم ) .
أما في الشأن السوري فهناك ( دربكة ) طائفية حاولت
" شخصيا " التعامي والتغافل عنها كي لا أكون طرفا في سلب حقوق الشعب
السوري ، وخصصتها ( الدربكة ) بفئات قليلة من أزلام القاعدة والطائفيين وعملاء
الصهاينة .. الخ ، كتلك المجاميع التي كانت ترفع شعارات باسم ( العرعور ) ذاك
التافه المعروف بطرحه الطائفي ، أو شعار (( لا للشيعة )) و شعار (( لا لحزب الله
)) حتى تظن إن الشعار يطلق من تل أبيب لا من بلد عربي مسلم ؛ وكذلك المجاميع التي
أشاعت استخدام السلاح والقتل على الهوية والترويع كفيديو انتشر في بداية الأحداث
في سوريا لنحر عسكري سوري ، أو الصور والتقارير التي ظهرت لقتل ضابط سوري وكامل
عائلته ، أو التقارير المتناقضة للقتلى المدنيين حتى النساء والأطفال حيث أشار
بعضها إن المجرمين هم الأرهابيون والقتلى هم ممن يؤيد النظام الحاكم في سوريا .
أو مجاميع الكذب والتلفيق التي عملت لنشر أكاذيبها لتسعر
الحرب ضد النظام السوري ، كمن وزع تلك المنشورات التي حملت صورة لرأس الشهيد
البحراني أحمد الفرحان الذي قتل بيد القوات البحرينية على إنه في سوريا فضج لها
الناس ، أو حكاية الفتاة ( زينب ديب الحصني ) التي قيل إن الجيش السوري اختطفها من
منزل ذويها عندما داهم المنزل لاعتقال شقيقها واغتصبها ثم قطعها أشلاءً ، فقام
الحس الإنساني في العالم كله تعاطفا معها ، وبعد ذلك تظهر الفتاة على التلفاز
السوري لتنكر كل الحادثة فهي مجرد فتاة متغيبة عن أسرة ذويها ؛ أو كصورة الصبي
الذي قيل إن الجيش السوري اغتصبه وقتله واستنكر العالم أيضا هذه الحادثة ولم تمضي
ساعات حتى تأكدنا من إن الصورة لصبي مكسيكي ( على ما أذكر ) قد نشرت في المنتديات
سنة 2008 .
فكنا نتغاضى عن كل الجرائم والأكاذيب وكل دعاوي الطائفية
لحفظ حقوق الشعب السوري ، ولكن كيل النتانة طفح ، فبعد ظهور فيديو لأسلحة يعلن
إنها مشتراة من أموال التبرعات الكويتية التي يقود زمامها المتأسلمون ، يخرج علينا
ذاك الموسوم " بالداعية " ( داعية الفتنة والقتل ) لينفث سم الطائفية ،
ويصف ثوار سوريا " بأهل التوحيد " مقابل وصفه لمن يزور أضرحة الأولياء
من أهل البيت " بالشرك " وكذلك يصف الطائرات المنطلقة من الكويت
والبحرين والشرقية بهكذا وصف ، ويدعو بين التصريح والتبطين إلى هدم الأضرحة وقتل
الشيعة وحتى السنة تحت عنوان " الشرك " ، فيجر سوريا إلى مستنقع الدماء
الطائفية الذي أدخلوا العراق فيه ، وبعد خطبة عواءه النكراء ، يقتل الشيخ عباس
اللاحم إمام جماعة حرم السيدة رقية عليها السلام !!
فبالله عليكم ألا يحق لنا أن نربط الدعم المالي بإعلان
شراء السلاح من أموال كويتيين ؟
وهذا التحريض الطائفي المنطلق من الكويت بالقتل الواقع
في سوريا بنفس العنوان الطائفي ، حتى نعتبر هذا " العاوي " هو ممن حرض ودعم
ماديا على قتل الشيعة ؟
مازلت أقول إن للشعب السوري حقوقه التي يجب أن ينالها ،
وعلى قيادات الثورة أن تعلن براءتها من الإرهابيين ، بل وتعتقلهم وتسلمهم للسلطات
أو تفعل بهم كما تفعل مع قوات الأمن السورية ، وكذلك على النظام السوري أن يضمن
حماية العتبات المقدسة ، وأن يحمي الآمنين من فتك الإرهابيين والمسلحين ، فهذا
دوره كنظام يحكم فعليا .
وأما إن لم تتبرأ قيادات الثورة السورية من هؤلاء
الإرهابيين ، ولم تصدر ميثاقا يقسم عليه ثوار سوريا بالحفاظ على المقدسات ومنها
أضرحة الصالحين و آل البيت عليهم السلام ، واحترام مختلف المذاهب والأديان ،
والحفاظ على حريات الناس وحرية اقامة الشعائر مهما اختلفوا معها ، فإننا متأسفين
نقول لجيش الأسد (( بوركت وسلمت وسلم سلاحك حين تقتل من يرد قتلنا )) !!
ملاحظة أتمنى أن يوصلها المسئولون عن مراقبة الانترنت
إلى القيادات إلى أن تصل لسمو الأمير :
إن صمت الحكومة الكويتية عن هذه الخطبة التي ضج الناس
منها غريب عجيب ، فلو تحدث الشيعي " سابقاً " بربع هذا الكلام لاعتقل من
فوره ، فهل الحكومة تمارس الطائفية أم تشارك بموقفها السلبي بدعم هؤلاء حتى يقولوا
ما يؤدي لانتشار القتل على الهوية وإهانة المقدسات في الأمة ، أم هو ضوء أخضر لرفع
مستوى الحريات في الكويت إلى حد يسمح بتبادل التحريض العلني على القتل وإهانة
المقدسات أم ( الحكومة نايمة بالعسل ) ؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق